وبلغ ناصر الدولة وأولاده مسير معزّ الدولة من نصيبين فلم يقيموا ومضوا إلى سنجار وصار معزّ الدولة إلى برقعيد ولم يكن عنده ما جرى على أصحابه بالموصل وبلغه ببرقعيد أنّ ناصر الدولة قد صار بالجزيرة فعدل من برقعيد إلى الجزيرة.
فبلغه إقبال حمدان بن ناصر الدولة إليه فوقف له فإذا هو مستأمن إليه مع علوان القشيري وسار معزّ الدولة إلى الجزيرة فلم يجد بها ناصر الدولة فسار إلى الموصل وبلغه فى طريقه ما جرى على أصحابه بالموصل فكتب إلى الحاجب وهو بنصيبين أن يصير إلى بلد وعبر هو إلى بلد وأنفذ سواده إلى تكريت.
ووافاه الحاجب وأبو الهيجاء حرب بن أبى العلاء ابن حمدان مستأمنا وسار يريد نصيبين ووافاه أبو جعفر العلوي النصيبينى برسالة ناصر الدولة يلتمس الصلح فلم يجبه.
وكان أبو تغلب قد صار إلى الموصل ونزل فى الدير الأعلى ولم يهج فى أيام مقامه أسباب معزّ الدولة ولا عرض لهم وأظهر جميلا.
ومضى حمدان إلى الرحبة وكان بها الفتكين فحاربه هناك وأقبل معزّ الدولة إلى الموصل فرحل أبو تغلب من الدير الأعلى وجاء معزّ الدولة فنزل مكانه واستأمن [٢٦٨] إليه هزارمرد الصغير من غلمان أبى تغلب وجاء المسيّب والمهيّأ بكشمرد أسيرا فخلع على المسيب والمهيّأ وطوّقا وسوّرا.
وراسل أبو تغلب معزّ الدولة بصاحبه أبى الحسن علىّ بن عمرو بن ميمون وجرت له خطوب استقرّت على أن ضمن أبو تغلب ما كان فى يد أبيه ناصر الدولة من الموصل وديار ربيعة والرحبة على أن يحمل عن بقايا سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ستمائة ألف درهم وعن أربع سنين مستأنفة آخرها سنة سبع وخمسين لكل سنة ستة آلاف ألف ومائتي ألف درهم وأن يعجّل حمل