للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ذهاب النفس والملك فأخرج حديثه وسرّه فبلغ أبا قرة ما جرى وكان يخشى عداوة أبى الفرج فصار يخشى عداوة الوزير ولم يكن له وزر [١] غير شيرزاد [٣٣٣] وكان قد نفى فاضطرب واحتال حتى توصل إلى سبكتكين الحاجب وبذل له على يد أبى بكر الإصبهانى صاحبه وثقته ذلك المال الذي كان يرتفق به شيرزاد بن سرخاب. فنصره سبكتكين نصرة زادت على نصرة شيرزاد فصار فى ظل أحصن من الظل الأول وتعذّر على الوزير أن يملأ عينه منه فضلا [عن] أن يمدّ يده إليه.

فحينئذ اجتمعت على أبى الفضل الوزير أمور منها: الإضاقة وانقباض يده عن استيفاء الحقوق ومنها مطالبة بختيار له بالقروض [٢] التي كان اقترضها ولم يتسع لردّها عليه ومنها: عداوة سبكتكين له وخوفه من حيله ومكايده ومنها: حسده له على ظاهر حاله وما جمع من الغلمان والحجاب والمروءة الظاهرة ومنها: استمالته وجوه الأتراك ومكاثرته إياه فى الإحسان إليهم ومنها: عداوة بختكين آزاذرويه وكاتبه سهل بن بشر إيّاه لقصده إيّاهما بالأهواز واستقصائه عليهما ومصادرته إيّاهما ومنها: عداوة صاحب الديوان أبى الفرج وأخيه علىّ بن العبّاس على قديم الأيّام ومنها: انقلاب أبى قرّة للأسباب التي ذكرناها، فخلا من كل صديق ومعين واصطلحت هذه الطائفة عليه.

ثم اضطرّ [٣٣٤] أبو الفرج محمد بن العبّاس إلى مصادقة أبى قرّة ليتعاضد على أبى الفضل لا لمودّة حقيقية فاتّفقا على أن يخاطبا سبكتكين الحاجب


[١] . الوزر: الملجأ.
شر السباع العوادي دونه وزر ... والناس شرهم ما دونه وزر
[٢] . فى الأصل ومط: القرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>