للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الاستيفاء وكان غرضه المفالتة وان يفرج له أبو تغلب فخرج الى موضع يقال له: قرن الآئل، على خمسة فراسخ من معسكره فى عرض الموصل بعد ان حلف كل واحد منهما لصاحبه يمينا أخذها عليهما أبو أحمد الموسوي وجماعة من السفراء وانحدر بختيار الى الحديثة وأهل الموصل يتبعونه باللعن والدعاء عليه ويتبعون أصحابه ويتوثبون عليهم. وذاك أن محمد بن أحمد الجرجرائى خليفة ابن بقيّة ظلمهم وعسفهم فكان انصراف بختيار عن هزيمة ظاهرة. فلمّا تحرّك من موضعه وانحدر دخل أبو تغلب الموصل وظفر بجماعة كانوا مالوا إلى بختيار من أصحابه وأهل الموصل فسمل عيونهم [١] .

ووجد رجلا عقيليا يعرف بابن العجّاج كان استأمن من عسكره إلى بختيار ولم يخرج عن البلد تعويلا على ما جرى من الصلح فضرب رقبته.

ولما وصل سبكتكين ومحمد بن بقيّة وحمدان والجيش واجتمعوا مع بختيار اضطرب حمدان من خروجه عن الصلح وأنف محمد بن بقيّة من الحال التي انصرف عليها بختيار واتفقوا على أن يجعلوا ضرب رقبة هذا العقيلي وسمل العمال [٤٠٦] ووثوب أهل الموصل على حاشية بختيار وأتباعه عذرا فى الرجوع وحجّة على أبى تغلب فى الفسخ. فعطفت الجماعة بجميع العسكر إلى الموصل. فهرب أبو تغلب عنها الى ناحية يقال لها: تلّ أعفر [٢] ، وردّ كاتبه المعروف بأبى الحسن على بن عمرو بن ميمون برسالته إلى بختيار يعاتبه فيها على النقض وينسبه إلى الغدر فقبض محمد بن بقيّة عليه واعتقله وامتهنه واحتجّ عليه بما ذكرنا فجحد أن يكون ما جرى من القتل والسمل بأمر أبى تغلب وأحال فيه على بعض غلمانه.

ثم تقرّر الأمر بعد خطوب جرت على إتمام الصلح وقوّمت الغلة وردّت


[١] . فى مط: فسمل على عيونهم.
[٢] . فى مط: قلّ أعفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>