وألزموه المقام. وطالبه العسكر بالمال فظهرت خلته وفاقته وابتدأ ابن بقية بمصادرة أهل البلد وكسر بختيار أوانى الذهب والفضة من الحلي والمراكب وضربت عينا وورقا فضعفت آمال جنده. وعقد على دجيل جسرا ضيقا ضعيفا فى أسفل البلد وعلى طريق لا يصلح للعساكر عدّة للهرب.
ووردت أخبار عضد الدولة باستظهار شديد ومال كثير وكراع وسلاح وجمال موقرة بالأزواد والآلات وعدة فيول مقاتلة وكان على ثقة من استئمان جماعة من البختيارية إليه منهم سلار سرخ الذي ذكرناه وذلك أنّ كتبه وصلاته كانت متصلة إليهم.
وقدم عضد الدولة أمامه أبا الوفاء طاهر بن محمد بن ابراهيم وضم إليه جماعة فيهم المعروف [٤٦٥] بالكاروى الأهواز مع جيش من رجاله القفص وغيرهم فوردوا الباسيان وجمعوا السفن وصاروا بها إلى الناحية المعروفة ... [١] فعقدوا جسرا.
وورد عضد الدولة فعبر عليه وجميع عساكره والأخبار ترد مع ذلك على بختيار وابن بقية فلا يكون فيهما فضل للممانعة عن العبور ويثبتان ثبات التحيين وذلك أنّ من عجز عن ردّ بعض العساكر عن العبور والزحف فى المواضع التي يمكن فيها الممانعة كيف يثبت لجميع العساكر فى الفضاء! وتمسك عضد الدولة بالماء فنزل على شاطئ النهر لأنّ الوقت كان مدخل تموز فنزل من القوم على نحو الفرسخ وبكر يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة ستّ وستّين وثلاثمائة على تعبئة ونظام وعدّة واستظهار واحتياط وصافّه بختيار مصافّة مضطربة وجعل الفرسان أمام الرجالة وهذا شيء ما فعله أحد قطّ ولا تجهله عوام الناس حتى لعّاب
[١] . بياض فى الأصل وفى التكملة: كانت الحرب بناحية يقال لها قشان من أعمال الباسيان. (مد) وليس فى مط ما يملأ البياض الموجود فى الأصل.