ذكر السبب فى ذلك ظهرت مضر على [٤٦٨] ربيعة وضعفت نفوس ربيعة بهزيمة بختيار وانخزل المرزبان وخاف أن يؤخذ فبادر إلى واسط موفورا وحينئذ كتب وجوه البصريين إلى عضد الدولة بإنفاذ من يتسلم البصرة فأنفذ أبا الوفاء طاهر بن محمد فدخلها.
ولما حصل بختيار بواسط تنكر لابن بقية وذمّ مشورته وندم على قبوله منه وقال:
- «قد كنت عملت على الانصراف عن الأهواز قبل الحرب بجيش كثيف وأمر مستقيم وعسكر وآلة وسلاح فإن تمكنت من المقام بواسط أو ببغداد ولحقتني المعونات التي أنتظرها من سائر الجهات وإلّا كان أقل ما فى يدي أن أنصرف عن هذه البلاد بعسكر لم يثلم ولم ينكب فلم يتعذر علىّ أن أغلب على غيرها فأبيت إلّا إخراجى من جميع نعمتي ومملكتي وإفساد ما بيني وبين أجلّ أهلى.» فثبت ابن بقية وقال:
- «قد ينال الملوك مثل ما نالك وأعظم منه فيتماسكون وعلىّ أن أصلح أمورك وأبذل نفسي دونك ومساعدة الجند على ذلك.» وتراجع إلى بختيار كثير من الديلم والأتراك واستدعى كراعا كان له ببغداد واستجد سلاحا وخيما وخركاهات وصار إليه من كان بالبصرة وبغداد من الجند وأحوالهم جامّة فصار فى عسكر قوىّ.
ووردت عليه كتب حسنويه بن الحسين الكردي يغرّه غرورا ثانيا ويعتذر إليه فى [٤٦٩] التأخر عنه ويعده بأن ينفذ إليه أولاده واحدا بعد آخر ثم يصير إليه بنفسه فى جميع رجاله.