للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسماة جميلة كانا طالبين عنده بثأر أخيهما أبى البركات.

وأقام بختيار على الامتناع إلى أن صار أبو إسحاق إلى الموصل واجتمع مع أبى تغلب وتقرر الأمر بينهما على القبض على حمدان من حيث لا يدخل بختيار فى ذلك لئلا يحنث فى يمينه فرجع إلى الحديثة.

وعسف بختيار فى المخاطبة وأعلمه أنّه متى لم يفعل ذلك قصده أبو تغلب وحاربه ولم يقاومه وأنّه إن ساعده صافاه وواخاه وأعاده إلى بغداد وأنفق أمواله وذخائره واستدعى الرجال إلى ذلك من كل وجه مع ما عنده من الاستقلال بعسكره ورجاله.

فضعف بختيار فى يده على رسمه فى ضعف العزيمة ولين العريكة فقبض على حمدان وأسلم إلى خصومه وحبس فى قلعة وهرب ابنه المكنى أبا السرايا إلى عضد الدولة.

وجمع أبو تغلب الرجال وفتح قلاعه واجتهد وبالغ واجتمع مع بختيار على ظهور الدواب فتحالفا وتعاهدا. فلمّا فرغا من الاستعداد انحدرا من الموصل وكانت عدّة أصناف [٤٨١] الرجال معهما خمسة وعشرين ألف رجل.

وبلغ عضد الدولة أخبار الجماعة ولم يكن ممن تخفى عليه أمور أعدائه وأوليائه يوما بيوم، فبرز عن مدينة السلام فى جيوشه المنصورة وقدّم مقدّمته مع أبى القاسم سعد بن محمد الحاجب إلى تكريت. وكان أولئك أنفذوا إليها جيشا مع ابراهيم بن إسماعيل حاجب بختيار فأوقع به أبو القاسم وقتل كثيرا من رجاله وكاد ابراهيم يؤخذ أسيرا إلّا أنّه نجا إلى تكريت واستتر عند بعض أهلها ثم هرب منها ولحق بأصحابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>