للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من صفر [٥٠٦] سنة تسع وستّين وثلاثمائة.

فلما عاينت عقيل كثرة الناس انهزمت، فضعف [١] أمر أبى تغلب وفارقه اسختكين المغربي طالبا العراق ومستأمنا الى عضد الدولة، وعاد باقى المستأمنة من المضريّين الى الفضل والى ابن الجرّاح ولم يبق مع أبى تغلب إلّا نحو سبعمائة رجل وهم غلمانه الحمدانية فانهزم وانهزموا ولحقهم الطلب فثنوا وجوههم يحامون عن نفوسهم بالمكافحة والمجالدة. فضرب بعض الصعاليك أبا تغلب على رأسه، وعرقب آخر، فرسه، فسقط إلى الأرض وبادر إليه ابن عم لابن الجراح يقال له: مشيّع الطائي، وقتل بعض غلمانه وأسر أكثر أصحابه وحصل أبو تغلب فى عشيّته [٢] تلك فى يد ابن الجراح فبكّر مرتحلا بأحيائه وعسكره وسيّره بين يديه على ناقة وقد شدّ رجليه بسلسلة إلى بطنها واعتقد أن يأتى عليه ولا يبقى.

فبلغ ذلك الفضل فبكر ليأخذه من يد أبى الجراح فألفاه قد سار فاتبعه.

فلمّا قرب خلف ابن الجراح أن يتسلمه منه ويصير به الى مصر فيجري معه مجرى ألفتكين فى اصطناع صاحب المغرب له واستصحابه إياه وقد وتره بالحرب والأسر وأناخ الناقة وضربه بيده ضربتين بالسيف فسقط قتيلا وأخذ رأسه وقطع بعض الشيوخ من العرب يديه ورجليه، لأنّه كان ضرب يد ابن له عند ممانعته عن نفسه فأطنّها. ولحق الفضل وقد قضى الأمر فأخذ رأسه وأنفذه إلى مصر ثم صلب جثته ثم أحرقت.

وقد كان خلّف أخته جميلة وزوجته وهي بنت سيف الدولة [٥٠٧] فى أحياء بنى عقيل. فلما قتل حملوهما [٣] مع سائر عياله الى حلب فأخذ سعد


[١] . فى الأصل: فضعفت.
[٢] . والمثبت فى مد: عشية. ولذلك زاد «الليلة» بعد «تلك» .
[٣] . فى الأصل ومط: حملوها.

<<  <  ج: ص:  >  >>