للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمعتهما عاهة النقص ومناسبة السقوط، فارتفع معه حتى قلّده خلافته بالبصرة وجعله مستوفيا على العمال فأثرى وتموّل، وكان منه فى أيام عصيان ابن بقية بواسط سوء أدب كثير وذكر الملوك بما لا يليق بالملوك بعضهم فى بعض. ثم تنكّر له ابن بقية، فقبض عليه ونكبه. فلمّا قبض بختيار على ابن بقية استخدمه ولما عزم بختيار على الهرب منهزما هرب منه وصار إلى البطائح وكان هناك يجرى على سوء عادته فى سوء الأدب.

فدبّر عضد الدولة تدبيرا ثم شطّره عليه ولو قبل جميعه لتمّ أيضا على صاحب البطيحة ما يستغنى معه عن محاربة ومكافحة. وذلك أنّه ووقف [١] جماعة من أهل البصرة ووجوهها أن يخدموا عضد الدولة فى مكاتبة يوقعونها إلى هذا الكراعى ويوهمونه أنّهم يوالونه ويضافرونه، فإذا قربوا منه أثاروا الفتنة بمواطأة من سلطان البصرة ثم سلّموا إليه البصرة حتى إذا اغترّ استدعى الحسن بن عمران ليتقوّى به فإذا صار فى دجلة حيل بينه وبين الرجوع الى البطيحة وخاشنته [٢] الكمناء من أعلى وأسفل. وأخذ فبلغ به الجهل أن صدّق بهذا الوعد وعجل فخرج وأخرج معه الحسن بن عمران وسائر عسكره وقال:

- «لى بالبصرة أولياء وإخوان قد كاتبوني والبصرة فى أيدينا.» فاغترّ به الحسن ابن عمران [٥١٧] وخرج مع عسكره. فلمّا صاروا بمطارا ثار بهم من كان فيها من الرجال وقاتلوهم، وأخطئوا لأنّ تمام التدبير كان فى أن يتركوهم حتى يوغلوا إلى البصرة. فأقام القوم يقاتلونهم ثم ظفر بالكراعى وانهزم الحسن ابن عمران بعد أن ملكت عليه قطعة وافرة من سفنه ورجاله، وحمل الكراعى إلى البصرة فشهر وعوقب وطولب بالمال، ثم أنفذ


[١] . فى مط: وقف.
[٢] . كذا فى الأصل: خاشنته. فى مط ومد: حاشته.

<<  <  ج: ص:  >  >>