للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أنا أدع لكم [٥١] خراج سمند [١] فقالوا: «ما معنى هذا؟» فقلت: «إنّما نذكر الأطراف فى الشرط لتعلموا أنّ ما وراءها داخل فى الهدنة معها وحصن كيفا داخل من دون آمد بخمسة أيام فكيف تذكرونه؟» وجرى جدل فى أمر حلب حتى قال القربلاط:

- «إن حمل صاحب حلب الخراج إلينا علمنا حينئذ أنّك مبطل فى قولك، وأنّه يريدنا دونكم.» قلت: «وما يؤمنني أن تحتالوا على كاتبه كليب حميه حتى يعطيكم شيئا تجعلونه حجة؟ فأمّا بغير حيلة فأنا أعلم أنّه لا يكون.» وانصرفت.

ثم أحضرنى ملك الروم بعد ذلك وقد وصل خراج حلب، فوجدت كلامهم غير الاول قوة وتحكّما فقالوا:

- «هذا خراج حلب قد حضر وصاحبها قد سألنا أن نشارطه على حرّان وسروج ومعاونته عليكم وعلى غيركم.» فقلت: «أما الخراج وأخذكم ايّاه فأنا أعلم أنّه بحيلة، لأنّ عضد الدولة ظنّ أنكم لا تستجيزون ما قد فعلتموه، فلم ينفذ عسكرا يمنع عسكركم، وأما ما تحكونه عن صاحب حلب، فأنا أعرف بما عنده وكلّ ما يقال لكم عنه غير صحيح، والدعوة فيها فهي قائمة لعضد الدولة.» قالوا: «هل معك شيء غير هذا؟» قلت: «لا.» قالوا: «فتودّع الملك [٢] وتنصرف مصاحبا.» [٥٢]


[١] . يعنى سمندو المذكورة فى قصيدة المتنبي (مد) .
[٢] . فى مد: فيودّع ملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>