- «ما هي؟» فقلت: «أبو العباس يريد أن تقبل شهادة أبى يعلى ابنه واستشفع بى إليك فى خطاب عضد الدولة.» فقال: «أفعل، وقد جرت العادة فيما بيني وبين الملك بأن أراسله فيما أريده على لسان ثقة.» وأحضر الرجل الذي أشار اليه، فحمّله فى ذلك رسالة استوفاها فمضى وعاد وقال:
«يقول لك الملك: مالك وللخطاب فى مثل هذا الأمر؟ [٩٩] » قال أبو عمر:
«فاستدعاني أسفار حتى سمعت الجواب فقلت: يا صاحب الجيش والله ما يقبل منى أبو العباس ذلك ولا يقدّر إلّا أنّى قد قصرت فى مسئلتك مع علمه بموضعي منك وموضعك من الملك وأنك لا ترد فى الكبير فضلا عن الصغير.» فقال: «ما جرت لى عادة بمعاودته ولكنى أعاوده بعد أيام.» ومضت على ذلك مديدة فأعاد الرجل الرسالة وجدد السؤال فعاد مثل الجواب الأول. فأظهرت الوجوم والانكسار ومضت أيام وهو يراني كاسف البال فقال لى:
«يا با عمر قد عملت على الركوب الى الدار فى غد.» ووصل الى حضرة عضد الدولة ووقف ساعة ثم قال: قد راسلت مولانا فى أمر أبى يعلى ابن مكرم دفعتين وعاد الجواب يرسم فيه الإمساك ولى فى تمام هذا الأمر جاه والقوم الذين سألونى فى ذلك فى اختلاط وأمل قوىّ