للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد أن كانت متصرّمة واستمدّ ينابيع الأموال بعد أن كانت مستهدمة [١] وفعل فى تجديد العمران وبناء البيمارستان ووقف الوقوف الكثيرة عليه ونقل أنواع الآلات والأدوية من كل ناحية اليه [٢] ما يدرك العيان بعضه إلى الآن، وعمل السكور وأنفق فيها الأموال وأعدّ عليها الآلات ووكّل بها الرجال وألزمهم حفظها بالليل والنهار وراعى ذلك منهم أتمّ مراعاة فى آونة المدود الجوارف وأزمنة الغيوث الهواطل وأوقات الرياح العواصف.

فقيل: إنّه لما سدّ المطهر بن عبد الله بثق السهلية رتّب عليه ابراهيم المعروف بالأغرّ، وأمره بالمقام عليه [١٠٥] ومواصلة تعليته الى حين انقضاء المدود.

قال ابراهيم:

فأقمت على هذا السكر زمانا طويلا والرجال معى وشقيت شقاء طويلا وكان لى منزل بجسر النهروان وبيني وبينه مدى قريب فكنت لا أتجانبه على الإلمام به ولا على دخول الحمام إشفاقا من أن يكتب صاحب الخبر بجسر النهروان بخبري.

فلمّا مضت المدة الطويلة على هذه الجملة من حالي عصفت ريح فى بعض الليالي وورد معها مطر شديد فدخلت القبة المبنية على السكر أستتر بها من الريح والمطر واجتهدنا فى أن نشعل سراجا فلم يدعنا عصوف الريح وضجرت وضاق صدري ونازعتني نفسي أن أقوم فأمضى فى الظلمة الى جسر النهروان وأبيت فى منزلي وأعاود بكرة موضعي. فبينما أنا فى ذلك وقد حققت عزمي عليه إذ سمعت كلاما على باب القبّة فقلت لغلامي:

- «انظر ما هو.»


[١] . لعله: مسدمة (مد) .
[٢] . فى الأصل: مما.

<<  <  ج: ص:  >  >>