أضفت إلى استيحاش نحرير استيحاش أبى جعفر.» قال:«فما الرأى؟» قال: «أن تسبقه إلى أخذه من داره.» قال: «فإلى أين يحمل؟» قال: «إلى دارى التي نأمن فيها على مثله.» فأمر عند ذلك بإنفاذ من يأخذه، فنقل واعتقل فى غرفة.
ومضت أيّام واتّفق أنّ بهاء الدولة خرج يوما فى آخر النهار من الحجرة والحسين الفرّاش يسارّ أخاه وظهره إلى الموضع الذي خرج منه بهاء الدولة فلم يشعر به، حتى رآه أخوه فأنذره. فأقبل إليه فقال له بهاء الدولة وقد رأى فى وجهه وجوما وتغيّرا:
- «فى أىّ شيء أنت؟» قال: «يا مولانا ذكر أخى أنّ جماعة من الغلمان الشرقيّة [٢٣٢] اجتازوا على دارى ورآهم نحرير من الغرفة فصاح إليهم وقال لهم: أنا نحرير، فاهجموا على الدار واستخلصونى. فخاف الموكّلون به أن يؤخذ من أيديهم فقتلوه.» فقال: «ويلك ما تقول؟» قال: «ما يسمعه مولانا.» فورد على بهاء الدولة من ذلك ما أزعجه وعرف بعد ذلك أنّ ما حكاه الحسين الفرّاش باطل، وأنّه هو الذي أمر الموكّلين بقتله، فأسرّها فى نفسه ولم يبدها له.