منه، وأن ضعف عن ذلك لم تكونوا جمعتم عليه [ذهاب] ماله وذهاب أعماله.» فخالفوا رأى بدر وجرّدوا العساكر وأشار أصحاب أبى على ابن حمولة ونصحاؤه عليه بالخروج فى هذا الوجه واستصحاب الخزائن والأموال وقالوا:
- «إنّك إذا حصلت بجرجان وملكتها كنت أميرا لا وزيرا وكانت الحاجة إليك داعية والآمال بك متعلقة وبعدت عن الحضرة التي أنت فيها مجاذب على المنزلة.» وغبي [٤٢٢] أنّ قاعدة غيره التي يبنى عليها أمره هي بتلك الحضرة وإلى من يزاحمه فى الرتبة يترقب به الفرصة فى نقصها، لكن هيهات قيامه عليها وإذا بعد عنها لسرعت اليد الهادمة إليها.
فعمل فيه قول هؤلاء النصحاء المجتمعين عليه وسار بالخزائن والأموال لأمر تسوقه المقادير اليه وحصل بين عدوّين: أحدهما أمامه لا يعلم ما يكون منه معه، وآخر وراءه يقصد مقاتله.
ووافى قابوس وتصافّا فى الحرب. فما كانت إلّا حملة واحدة من أصحاب قابوس حتى انهزم أصحاب أبى علىّ ابن حمولة وغنم قابوس وأصحابه غنيمة كثيرة وعاد إلى جرجان. وثبتت قدمه بأحسن السيرة ورفع الرسوم الجارية والضرائب المأخوذة.
وعاد أبو على إلى الرىّ مفلولا ووقع الشروع فى تجريد العساكر ثانيا إلى جرجان فقال أبو على:
- «قد خرجت نوبة وهذه نوبة أبى العبّاس الضبّى.» وتردد فى ذلك قول كثير ثم أجمع رأى السيدة ورأى بدر بن حسنويه على صرف أبى على بن حمولة والقبض عليه.