وعرف ابن بختيار مسير الموفّق، فاستخلف الحسين بن مستر قرابة ملك ديلمان بجيرفت فى جماعة من رجاله وسار طالبا لبردشير وعاملا [١٧] على التحصن بها، إلى أن تلحق به أصحابه ببمّ ونرماسير، وقد كان كاتبهم واستدعاهم وهم جمرة قوية. فلما توسط الطريق إليها بلغه حصول أستاذ هرمز بها وصعود أصحابه إلى القلعة فعدل الى طريق بمّ ونرماسير وكاتب من بهما من عسكره بالمصير الى دار زين، وتمم هو إليها. فنزلها منتظرا لوصولهم اليه ورحل الموفق من فسا وطوى المنازل حتى أطلّ على جيرفت واستأمن إليه من بها من الديلم لأنّهم لم يجدوا مهربا ولا منصرفا وكانوا نحو أربع مائة رجل.
فاستوقف عندهم أبا الفتح ابن المؤمّل وأبا الفضل محمد ابن القاسم بن سودمند العارض وقال لهم:
- «قد أقمتهما عندكم ليعرضاكم ويقررا أموركم» .
ووصاهما بأن يقتلاهم. فجمعاهم إلى بستان فى دار الإمارة على أن يعرضوا فيه من غد ذلك اليوم ثم جمعا الرجالة الكوج واستدعيا واحدا واحدا على سبيل العرض وقتلاه وكان هذا الفعل منهما ليلا. ثم خافا أن ينقضي الليل ويدرك الصباح قبل الفراغ فرموا بقيتهم فى بئر كرد كانت فى البستان وطرح التراب فوقهم.
وعرف الموفق من جيرفت خبر ابن بختيار وأخذه طريق بمّ ونرماسير، فخلف أثقاله وسواده واتبعه فيمن خفّ ركابه وثبتت دوابّه وخاطر بنفسه وبالمملكة فى هذا الفعل منه.
فحدثني أبو منصور مردوست بن بكران، وكان معه وإليه خزانة السلاح السلطانية التي فى صحبته وهو داخل فى ثقاته وخاصته قال: كلّت أجسامنا ودوابّنا من مواصلة السير وإغذاذه وترك الإراحة فى ليل أو نهار، ووصلنا