للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انجاز هذا النجاز معى» .

فقالوا له:

- «لم نقل ما قلناه لنخالف عليك أو نقعد عنك، وإنما أوردنا ما وقع لنا أنه خدمة لك وإذا لم ترد ذلك فنحن طوعك» .

وقال أبو نصر: وبينما هو فى ذلك حضر من عرّفه أنّ ابن بختيار بدرفاذ وهي على ثمانية فراسخ من جيرفت. فاختار ثلاثمائة رجل من الوجوه وذوى القوة والعدة من الديلم والأتراك وأخذ معه الجمازات والبغال والدواب عليها الرجل الخفيف والسلاح الكثير ومن لا بد منه من الركابية والأتباع وترك السواد والأثقال والحواشي والحشم بجيرفت وسار.

فلما وصل إلى درفاذ لم يجد بها ابن بختيار. وقيل: إنّه كان بها ومضى إلى سروستان كرمان. فمضى على طيته ووافى سروستان وقد سار ابن بختيار إلى دارزين فاضطر إلى اتباعه وخبره على صحته كالمستعجم عليه.

وكان فى ذلك وقد تقدم بضبط الطرق وأخذ كل وارد وصادر إذ أحضر رجل رستاقى [١] معه كتابان [٢٢] لابن بختيار بخط ابن جمهور وزيره: أحدهما إلى أهل سروستان بأن يعدّوا الأنزال والميرة، فإنه على الانكفاء إليهم عند وصول عسكره من بمّ للتوجه إلى بردشير، والآخر إلى جانويه بن حكمويه أحد الدعاة بجبال جيرفت يقول فيه:

- «بلغنا حصول ابن إسماعيل بالسيرجان وأنّه على المسير إلى جيرفت وينبغي أن تأخذ عليه المضيق الفلاني (لطريق بين جبلين لا بد من سلوكه إلى جيرفت ويمكن فيه الاعتراض على العساكر بالعدة القليلة ومنعها الاجتياز) .» قال أبو نصر:


[١] . وفى الأصل: إذا حضر رجلا رستاقيا (مد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>