المحلولة وصار الى السيرجان وأقام بها خمسة أيام على انتظار حانويه بن حلمويه (كذا) للزطّى وكان قد استدعاه. فوافاه فى عدة وافرة من أصحابه ورحل الى ناختة وهي على عشرين فرسخا من السيرجان ونزل بها. ورتب فى السيرجان ركابية وقوما من المجمزين ليبادروا إليه بخبر للعسكر الذي يتوقع خروجه من شيراز فورد إليهم أحدهم وأعلمه بانفصال القوم من شيراز وقربهم من السيرجان وأنهم على إغذاذ السير وطي المنازل.
وكان بنو خواجه بن سياهجنك وأقارب القواد المأسورين يهنجمون فى كل يوم على بهاء الدولة ويطالبونه بتجريد العساكر مع صاحب جيش كبير لاستنقاذهم واستخلاصهم ويقولون: إنّ أبا جعفر أستاذ هرمز شيخ كبير لم تبق فيه حركة ولا نهضة. فجرد المظفر أبا العلاء عبيد الله بن الفضل وضم اليه وجوه الديلم والأتراك من شهرستان بن اللشكرى وأمثاله وأرسلانتكين الكوركيرى وخيركين (كذا) الطيبي ومن جرى مجراهما.
قال ابو عبد الله:
فحدثني من كان حاضرا مجلس أستاذ هرمز يوم جاءه الخبر بانفصال أبى بالعسكر من شيراز وعنده جماعة من الديلم يأكلون على مائدته أنه لما عرف ذلك اضطرب وخفف الاكل ونهض وقد تقدم بضرب البوق للرحيل فاجتمع اليه مردجاوك ووجوه الأولياء وقالوا له:
- «تغرر بنا وبدولة سلطاننا وتحمل نفسك وتحملنا على هذا الخطر الذي يوجب الحزم وتجنّبه والتوقف على الاستظهار [٤٤] الذي هو أولى ما أخذنا به.»[قال المحدث لأبي عبد الله][١] وأبو جعفر يسمع أقوالهم ويقول: اضربوا