السير فيوقعوا بهم فمضوا وفعلوا ذلك وبلغوا فيه المبلغ الذي أدركوا [٤٥] بعض غرضهم به وأسروا جماعة من رجاله وقواده ثم عادوا إلى ابى جعفر وقد رحل من خشار إلى سروستان كرمان وهي على اثنى عشر فرسخا من بم.
وسار ابن خلف إلى بم وتوجه أبو جعفر للقائه وقد رتب المصاف وجعل سيره زحفا على تأهب واستعداد حتى إذا حصل بدارزين وافاه من عرّفه خروج ابن خلف لتلقيه وقتاله. فماج الناس وخافوا واضطرب الجند وحاروا واجتمعوا على أبى جعفر وقالوا له:
- «غررتنا وغررت بنا وأشرنا عليك بالصواب فخالفتنا ولم تقبل منا وحملك العجب بنفسك والخوف على اسبهسلاريتك على التوجه فى هذا الوجه قبل وصول المدد إلينا وتحصيلنا فى هذا الموضع على مثل هذه الصورة.» وبادر الفرسان من الأتراك والأكراد ليعرفوا الخبر فصادفوا ابن خلف قد خرج من بم كالطليعة فى عدة يسيرة ليشاهد عسكر أستاذ هرمز ويحزر عدته، فواقعوه وعاد الى بم وعادوا الى دارزين. وأصبح ابو جعفر والعسكر مشغّب عليه وهو متحير فى أيديهم. فبينما هو يلاطفهم ويداريهم أحضره الأكراد رجلا ذكروا أنّه جاسوس لابن خلف فقال له:
- «أنت جاسوس ابن خلف» .
قال:«لا ولكنى رسول ديررشت بن ماهويه لصاحب لأبي جعفر ببم وهذا كتابه إليك يخبرك فيه بانصراف ابن خلف الى سجستان.» فلما سمع قوله ووقف على الكتاب أظهره عند العسكر فسكنوا وزالوا عما كانوا عليه من الهنجمة وسار بعد ان قدم جماعة من المعروفية الى باب بم ليمنعوا الناس من دخولها ويعدلوا بهم إلى قرية تعرف بقرية [٤٦] القاضي