فلما كان فى يوم الأربعاء المذكور حضر أبو الحسن دار ابى نصر وحضر الغلمان. فجدد الخطاب معهم فى الخروج وجد بهم فيه. فامتنعوا منه إلّا بعد أن توفّوا استحقاقاتهم وتردد فى ذلك ما انتهى الى بذل ابى نصر للخارجين اطلاق الثلث مما وجب لهم بالحضرة والثلث بالأهواز والثلث الباقي بشيراز، وأن يكون الإطلاق العاجل لمن يخرج خاصة. فأغضبهم ذلك ووثبوا بأبى الحسن وهجموا على أبى نصر وهرب من بين أيديهم. وبادر العلويون والعامة فدفعوهم عن الدار ورموهم بالآجرّ من السطوح وخرج الأتراك مغيظين محفظين وثارت الفتنة بينهم وبين أهل الكرخ واجتمعوا من غد وصاروا الى قتال العامة من القلايين وباب الشعير وعظم الأمر وانضوى الى الأتراك اهل السنة من سائر المواضع وصار أهل الكرخ إلى ابى الحسن ابن يحيى العلوي وشكوا اليه حالهم وما قد أطلّهم. فقال لهم:
- «لا قدرة لى على هؤلاء القوم ولا طاقة لى بهم.» وأنفذ ابو القاسم ابن مما جماعة من الديلم فأجلسهم على القنطرة لمنع القتال من تلك الجهة وعبر أبو الحسن ابن يحيى فى اليوم الثالث الى دار المملكة ومعه وجوه العلويين والفقهاء الذين بالقطيعة واجتمعوا مع وجوه الأتراك وأعلموهم أنّهم لا يعلمون لأبي نصر سابور خبرا ولا عندهم محاماة عنه وسألوهم كفّ الأصاغر عن الفتنة والإبقاء على المستورين من الرعية وأنفذوا بالمعروفية وصرفوهم. وطالب الأتراك أبا الحسن ابن علان بإطلاق ما حصل من المال فى يده فى الأقساط والتمس الديلم ما يجب لهم فيه فسلم وذاك فرق وبطل [٥٣] التجريد.
وتصور أبو نصر سابور وهو فى الاستتار وقوع التوازر عليه واتفاق الجماعة من أبى الحسن ابن يحيى وأبى يعقوب أخيه وأبى القاسم ابن مما على التجعد منه والعداوة له. فخرج عن بغداد الى القصر ومنها الى سورا ثم