وثلاثمائة وألف للإسكندر وروز إسفندار من ماه آذر سنة سبعين وثلاثمائة ليزدجرد.
قد ذكرنا ورود أبى جعفر الحجاج وأبى نصر سابور الى واسط عائدين من شيراز ووعدنا بذكر ما جرى عليه أمرهما بعد ذلك. ولما ورد الخبر بنزولهما واسطا انحدر أبو القاسم الحسين بن محمد بن مما إليهما متلقيا لهما ومعتدا بما فعله فى إصلاح الجند وتوطئة الأمر. واستمال أبا جعفر بما حمله اليه ولاطفه به وعقد بين أخيه أبى على وبين أبى شاكر أحمد بن عيسى كاتب أبى جعفر عقدا على بنت أبى شاكر استظهر لنفسه فيه وأعطى أبا عبد الله أستاذ هرمز داره وملك أمره بما حصله فى كفته به وعلم أنّ رأى أبى نصر سابور لا يخلص له فاعتضد بهذه الجهة وأظهر مداخلتها ومخالطتها.
وكان أبو الحسن ابن اسحق قد فارق أبا الحسن ابن يحيى على وحشة ومضى ليقصد شيراز فردّه أبو نصر سابور من طريقه وعوّل عليه عند حصوله بواسط فى خلافته وأنفذه الى بغداد أمامه وردّ معه أبا القاسم ابن مما وقرر معهما القبض على أبى يعقوب العلوي النقيب [٧٢] وأصحاب أبى الحسن ابن يحيى عند نفوذ كتابه إليهما بذلك وأصعدا.
وانحدر أبو الحسن ابن يحيى لخدمة أبى جعفر وأبى نصر والاجتماع معهما وقد كانت نفسه نافرة منهما لتقريره سوء الاعتقاد فيه منهما ولمّا وصل نزل داره بالزيدية وكان أبو نصر سابور نازلا فى دار أبى عبد الله ابن يحيى أخيه المجاورة لها. وكتب على الطائر بالقبض على أبى يعقوب فى يوم عين لأبى القاسم ابن مما وأبى الحسن ابن اسحق عليه وأمرهما بالمبادرة اليه بذكر ذلك ليقبض هو على أبى الحسن وأصحابه بواسط.
فخرج أبو القاسم الى أبى يعقوب بالسرّ وراسله بالإنذار لمعاهدة كانت بينهما ولأنه لم يأمن أبا نصر متى استقامت حاله ومشى أمره واطرد له ما