للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى خدمته وأسلفه وبذل له فى أبى نصر سابور بذلا يقوم بتصحيحه من جهته وذكر ما عليه الجند والرعية من بغضه والنفور من معاملته. وكتب الى أبى جعفر بالقبض عليه وإلى أبى الحسن بن يحيى بتسلمه. واستقرّ الأمر بين أبى جعفر وأبى الحسن ابن يحيى وأبى القاسم ابن مما على ذاك.

فتراخى أبو الحسن وأبو القاسم فى القبض عليه لغرض اعتمداه فى بعده والخلاص منه وعرف أبو نصر الصورة فاستظهر لنفسه وعلما قوته [١] فكبسا عليه دار بنى المأمون بقصر عيسى ولم يوجد فيها وأراد ابو الحسن بما أغفله وأهمله من أخذه الاحتجاج على بهاء الدولة بهر به فيما كان بذله فيه وأبو القاسم ابن مما الاستراحة من حصوله [٢] وما عسى أن يحمل عليه من ركوب الفشخ معه.

ومضى أبو نصر الى البطيحة ونظر فى الأمر ببغداد بعده ابو الحسن على بن الحسن البغدادي ثم أبو الفتح القنّائى ثم أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن قطرميز وخوطب بالوزير فتقبل ذلك وصار أضحوكة عند أبى جعفر والناس به وكان العمل كله أخذ الأموال من المصادرات والتسلق على التجار بالتأويلات.

لا جرم أنّ البلد خرب وانتقل أكثر اهله [٧٥] عنه فمنهم من مضى إلى البطيحة ومنهم من اعتصب بباب الأزج ومنهم من بعد إلى عكبرا والأنبار.

ولقد حدثني جماعة من الناس أنهم شاهدوا صينية الكرخ فيما بين طرف الحذائين والبزازين والفواخت والعصافر تمشى فى أرضها انتصاف النهار وفى الوقت الذي جرت العادة بازدحام الناس فيه بهذا المكان.

فلما ورد أبو نصر وأبو جعفر الى واسط كتبا وأعادا أبا الحسن على بن


[١] . لعله: فوته.
[٢] . لعله: حضوره (مد) . هذا وتبدو العبارة مضطربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>