لما انهزم ابن مزيد وبنو عقيل من الوقعة ببزيقيا تمم صاحب الجيش أبو جعفر إلى القصر ونزل بباشمسا ورتّب فى البلد من منع من نهبه والتعرض لأهله وسار من غد طالبا للنيل ومقتصا أثر ابن مزيد. فكان قد مضى الى موضع يعرف بشق المعزى بحلله وأهله.
فنزل أبا الحسن على بن كوجرى بالنيل ومعه أثقاله ودعيج والرجالة الديلم وسار ومعه أبو الفتح بن عناز وأبو على ابن ثمال. فلما قاربوا ابن مزيد وشاهدوا حلله وقفوا لأخذ أهبة الحرب وضرب المضارب، وبرز ابن مزيد للقتال.
وقد كان راسل أبا الهوا اسود بن سوادة الشيبانى وهو فى عدة كثيرة من بنى شيبان مع أبى [٨٤] الفتح ابن عنّاز ووعده وخدعه ووافقه على أن ينهزم إذا وقعت العين على العين ويفلّ أبا جعفر ففعل وانصرف وتبعه قوم من الأكراد وبقي أبو جعفر فى ثلاثين رجلا من أهله وأقاربه لأنّه كان تقدم بالنيل أن يحمل بعض الديلم الرجالة على البغال والجمال فأغفل ذاك وأبو الفتح ابن عنّاز فى مائتي فارس من الشاذنجانية ومائتي فارس من الجاوانية كانوا صحبوا أبا جعفر.
واتفق أن مضى حسان بن ثمال أخو أبى على مع أكثر بنى خفاجة فى طريق غير الطريق التي سلكها أصحابنا فبقى أبو على فى عدة قليلة. ولما تبين أبو جعفر ما هو فيه وشاهد قلة ما بقي معه وحمل أبو الحسن ابن مزيد عليه وكثره بخيله ورجله وعبيد الحلة وإمائها وملك عليه خيمه تحير فى أمره.
وأحس من أبى الفتح ابن عنّاز بعمل على الهرب والانصراف. فقال للظهير