قال أبو نصر: وكلّفنى من هذا العود والرسالة ما حملني فيه على الغرر والمخاطرة ثم لم أجد بدا من القبول والطاعة ورجعت إلى شيراز وقصدت دار أبى الخطاب ليلا فقال لى:
- «ما الخبر؟ فإنّ القيامة قد قامت على الملك بهرب الموفق وتصور له أنه سيتمّ عليه به فساد عظيم.» فأعلمته ما جئت فيه فقال:
- «ليس يجوز أن أتولّى إيصال الكتاب وإيراد ما تحملته فى معناه على الملك وهو يعلم ما بيني وبينكم. ولكن امض إلى المظفر أبى العلاء عبيد الله بن الفضل واسأله أن يكتم خبرك فى ورودك وأن يوصل الكتاب كأنه وصل مع بعض الركابية ويستر الأمر [٩١] ويعرف ما عند الملك فيه.» فصرت إليه ووافقته على ما وافقنى عليه أبو الخطاب فلشدة حرص المظفر على اعلام بهاء الدولة الخبر وازالة قلقه به ما باكر الدار وعرض الكتاب ولم يكتم ورودي بل ذكره فسكنت نفس الملك إلى هذه الجملة فقال:
- «فما الذي يريد.» قال: «التوثقة على يدي الشريف الطاهر أبى أحمد الموسوي.» فأجاب إليها ووعد بها. وراسلني أبو الخطاب بأن أقتصر فيها ولا أستوفيها ووعدت بذاك ثم لم أفعله وعملت لليمين نسخة استقصيت القول فيها وحضرت الدار بها وحضر الشريف الطاهر أبو أحمد والمظفر أبو العلاء فخرج إلىّ الأمين أبو عبد الله وقال لى:
- «الملك يقول: ما الذي تقترحه من التوثقة؟» فأخرجت النسخة من كمّى وسلّمتها إليه وقلت: