وورد عميد الجيوش واسطا بعد أن أقام أبا جعفر أستاذ هرمز بالأهواز والده ناظرا فى الحرب ورتّب أبا عبد الله الحسين بن على بن عبدان فى مراعاة الأمور والأعمال.
فاستبشر الناس به لما بلغهم من حسن سياسته وزوال المجازفة والظلم عن معاملته، وكتب إلى الفقهاء وأماثل التجار بمدينة السلام كتبا يعدهم فيها بالجميل ومحو أثار ما تقدم من المصادرات وتضاعفت المحبة له وتزايدت المسرة به.
وكاتب أبا القاسم الحسين بن محمد ابن مما مما تألفه وأمره بحفظ البلد وضبطه إلى حين وصوله وأنفذ اليه تذكرة بأسماء جماعة ورسم له قتلهم وأخذهم وكان منهم مرتوما ابن ققى (كذا) النصراني التاجر لأنه ذكر عنده بالسعاية والغمز فاقتصر أبا القاسم على أخذ المعروف بابن دجيم وقتله فى وسط الكرخ. وكان أحد الملاعين السعاة وأنذر الباقين لأنهم خدموه من قبل.
وسار عميد الجيوش من واسط فتلقاه أبو الفوارس قلج سابقا الى خدمته ثم تلاه الأولياء على طبقاتهم والناس على ضروبهم فبسط لهم وجهه ووفى كلامهم حقه. ورأوا من لين جانبه وقرب حجابه وسهولة أخلاقه وعذوبة ألفاظه مع عظم هيبته ما لم يعهدوا مثله. وعرف الأشرار والدعار [١] قوته وما يأخذ به نفسه فذهبوا كل مذهب وهربوا [٩٩] كل مهرب.
ونزل النجمى فزينت له الأسواق ونصبت القباب وأظهر من الثياب والفروش الفاخرة والأواني والصياغات الكثيرة ما كان مخبوءا للخوف، ودخل يوم الثلاثاء السابع عشر من ذى الحجة وقد أقيم له فى الأسواق الجواري