عليها باب حديد وثيق وتأخر عنهما ابن أبى عبد الله المستخرج فى الدار الاولى ونزل الرجالة من الغرفة التي كانوا فيها ووضعوا عليهما وقتلوا أبا الحسين وأبا عبد الله وأفلت ابن أبى عبد الله وصعد إلى السطح ورمى نفسه الى دار قوم حاكة فاتبعه أصحاب ابن الحيرى وأخذوه وقتلوه وأخرج الثلاثة من الدار وطرحوا على الطريق.
وحلّ ابن الحيرى رجله وخرج من سرداب قد عمله تحت الأرض فى داره إلى درب يعرف بفندق عروة على بعد من بنى هائدة واستتر وأخفى شخصه وقد كان استظهر بإخلاء داره وتحويل ما كان فيها من ماله وثيابه.
وبلغ الخبر معتمد الدولة فركب فى الحال على ما به وهاج الناس بين يديه وطلب ابن الحيرى فلم يجده. وأظهر الحسن بن المسيب الإنكار لما فعله صاحبه وراسل معتمد الدولة يعده بالتماسه والأخذ بالحقّ منه.
وكان كمال الدولة أبو سنان غريب قد نزل فى ليلة ذلك اليوم على ابن الحيرى كالضيف له. فلما جرى ما جرى بادر هاربا على وجهه إلى البرية وانحدر معتمد الدولة إلى العراق.
وظهر ابن الحيرى وخرج إلى حلّة الحسن وأقام عذره عنده فيما فعله وقبض على شيوخ أهل الموصل وصادرهم. واعتلّ الحسن علة قضى فيها وقام مرح أخوه فى إمارة بنى عقيل بعده وانتقل إليه النصف من معاملة الموصل وتوسط بينه وبين ابن الحيرى حتى أذم له [١٠٦] وعاهده واستكتبه وكانت بينه وبين أبى الحسن ابن ابى الوزير عداوة لأنه سعى به إلى مرح حتى قبض عليه ونكبه.
فاجتمع أبو الحسن وأبو القاسم سليمان بن فهد وأبو القاسم ابن مسرّة الشاعر على ابن الحيرى وأغروا مرحا به أوغروا صدره عليه وأفسدوا رأيه فيه فقبض عليه ووجدوا له تذكرة تشتمل على نيف وخمسين ألف دينار،