للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانصرف [فرّخزاذ] [١] ، فجثا بين يدي يزدجرد وقال:

- «استصعبت عليك مرو، وهذه العرب قد أتتك.» قال: «فما الرأى؟» قال: «أن تلحق ببلاد الترك، فتقيم بها، حتى يتبيّن لنا أمر العرب. فإنّهم لا يدعون بلدة إلّا دخلوها.» قال: «لست أفعل، ولكن أرجع عودي على بدئي.» فعصاه ولم يقبل رأيه. فسار يزدجرد، [وأتى نزار دهقان مرو] [٢] ، وأجمع على صرف الدهقنة عن [٤٦٧] ابنه نزار إلى سنجان [٣] ابن أخيه.

فبلغ ذلك ماهويه وهو أبو نزار وعمل في هلاك يزدجرد، وكتب إلى نيزك طرخان يخبره أن يزدجرد وقع إليه مفلولا، ودعاه إلى القدوم عليه، ليكون أيديهما معا في أخذه والاستيثاق منه، فيقتلوه، ويصالحوا عليه العرب، وجعل له في كلّ يوم ألف درهم، وسأله أن يكتب إلى يزدجرد مما كرا له لينحّى عامّة جنده، ويحصل في طائفة من خواصّه، فيكون أضعف لركنه وأهون لشوكته، وقال:

- «تعلمه في كتابك إليه الذي عزمت عليه في مناصحته ومعونته على العرب:

أن يشتقّ لك اسما من أهل الدرجات بكتاب مختوم بالذهب، وتعلمه أنك لست قادما عليه حتى تنحّى عنه فرّخزاد.» فكتب نيزك بذلك إلى يزدجرد، فلمّا ورد عليه كتابه بعث إلى عظماء مرو، فاستشارهم.

فقال له سنجان: «لست أرى أن تنحّى عنك أصحابك ولا فرّخزاد لشيء.»


[١] . في الأصل ومط: خرّزاذ، حرزاذ، وما أثبتناه يؤيده السياق والطبري (١: ٢٨٧٧) .
[٢] . التكملة من الطبري.
[٣] . الطبري: سنجان، سنحان (٥: ٢٨٧٧) . وهو قريب الى الصحة. وفي موضعين من الأصل: صنجان، وفي سائر المواضع: سنجان فوحّدنا الضبط.

<<  <  ج: ص:  >  >>