للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «من معكم من أهل المدينة؟» قالوا: «ثلاثة نفر.» قالا: « [فهل إلّا؟] » [١] قالوا: «لا.» قالا: «فكيف تريدون أن تصنعوا؟» قالوا: «نريد أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم فنقول: إنّا قرّرناه بها. فلم يخرج منها ولم يتب [٢] ، ثم نخرج بعد ذلك كأنّا حجاج حتى نقدم فنحيط به فنختلعه، فإن أبى قتلناه فكانت إيّاها.» فرجعا إلى عثمان بالخبر، فضحك وقال:

- «اللهم سلّم هؤلاء النفر [٣] ، أما عمّار فحمل علىّ ذنب غيرى وعركه [٤] بى، وأمّا محمد بن أبى بكر، فإنه رجل معجب يرى أنّ الحقوق لا تلزمه، وأما ابن [سهله] [٥] فإنّه يتعرض للبلاء.» ثم خطب عثمان، فجمع أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، وخبّرهم بما جاء به الرجلان، واعتذر مما تجنى الناس عليه، واستشارهم. فأشار قوم بقتلهم، ولان عثمان، فأبى أولئك إلّا قتلهم، وأبى إلّا تركهم. [٤٨٧] فرجعوا إلى بلادهم وفي نيّاتهم أن يغزوه مع الحجّاج كالحجّاج. فتكاتبوا وقالوا: موعدهم في ضواحي المدينة في شوال. فلمّا كان ذلك الوقت اجتمعوا، فنزلوا قرب المدينة- وذلك سنة خمس وثلاثين- وعدّتهم ألفا رجل، ينقصون


[١] . الأصل غير واضح وما أثبتناه هو من الطبري (٦: ٢٩٥٠) . مط: فهل قالوا لا، قال فكيف تريدون.
[٢] . كذا، وما أثبتناه يؤيده الطبري. مط: ولم يثبت.
[٣] . وزاد في الطبري: فإنّك إن لم تسلّمهم شقوا (٦: ٢٩٥١) .
[٤] . مط: وغدر بى. وفي الطبري: وأما عمار فحمل على عباس بن عتبة بن أبى لهب وعركه (٦: ٢٩٥١) .
[٥] . غير واضحة في الأصل. مط: سار. وفي بعض الأصول: ساره، وما أثبتناه من الطبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>