للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتاهم طلحه، فقالوا له مثل ذلك. وأتاهم الزبير فقالوا له مثل ذلك. وأجمعوا على أن يعتزل عثمان، وهو في ذلك يصلّى بهم، وهم يصلّون خلفه، ويغشى [٤٩٠] عثمان من شاء وهم في عينه أدقّ من التراب.

وكتب إلى أهل الأمصار يستمدّهم، ويشكو ما يلقى، بكتاب [١] بليغ. فأتاهم الكتاب، وخرجوا على الصعب والذلول. فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري، وبعث عبد الله بن سعد معاوية بن حديج السكوني، وخرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمرو.

وكان بالكوفة جماعة يحضّضون على إغاثة أهل المدينة مثل حنظلة بن الربيع وأشباهه من أصحاب النبىّ- صلى الله عليه- فكانوا يطوفون على مجالسها ويقولون:

- «يا أيها الناس، إنّ الكلام اليوم وليس به غدا، وإنّ النظر يحسن اليوم ويقبح غدا، انهضوا إلى نصرة خليفتكم.» وقام بالبصرة عمران بن الحصين وأنس بن مالك في أمثالهما من أصحاب النبىّ- صلى الله عليه- يقولون مثل ذلك، وقام بالشام عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء في أمثالهما من أصحاب النبىّ- صلى الله عليه- يقولون مثل ذلك، وقام بمصر خارجة في أشباه له.

ولما جاءت الجمعة التي [على] [٢] أثر [نزول] [٣] المصريّين مسجد الرسول [٤٩١] خرج عثمان، فصلّى بالناس، ثم قام على المنبر، فقال:

- «الله الله يا معشر الغزّى [٤] ! فامحوا الخطأ بالصواب.»


[١] . أنظر الطبري (٦: ٢٩٥٨) .
[٢، ٣] . الكلمتان من الطبري (٦: ٢٩٦٠) ، والعبارة في الأصل ومط: التي أثر فيها نزول المصريين.
[٤] . كذا في الأصل. وفي مط: العزى. الطبري: العدى، العذي، الغزا، الغزّاء (٦: ٢٩٦٠) . وفي الكامل: يا هؤلاء (٣: ١٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>