للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقفوا حتى خرج عثمان في من معه، وخرج إليها من أراد أن يكون معها.

واجتمع الناس بالمربد، وجعلوا يتوثّبون، واغتصّ المكان بالناس.

فتكلّم طلحة وهو في ميمنة المربد، وعثمان في زهو [١] ميسرته، فأنصتوا، فذكر فضل عثمان، والبلد، وما استحلّوا منه، وعظّم ما أتى إليه، ودعا إلى الطلب بدمه، وقال في آخر كلامه:

- «إنّه حدّ من حدود الله، فإن فعلتم أصبتم، وعاد أمركم، وإن تركتم لم يقم لكم سلطان، ولم يكن لكم نظام.» فقال من في ميمنة المربد: «صدقا وبرّا» .

وقال من في الميسرة: «فجرا وغدرا. قد بايعا، ثم جاءا يقولان ما يقولان.» وتحاصب الناس، وتكلّموا. فتكلّمت عائشة. وكانت جهيرة الصوت، فحضّت [٥٣٠] على الطلب بدم عثمان والأخذ بالكتاب الذي يدعون إليه. وأقبل جارية بن قدامة السعدي، فقال:

- «يا أمّ المؤمنين، لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك عرضة للسلاح.

فقد كان لك ستر من الله وحرمة: فهتكت سترك، وأبحت حرمتك، إنّ من رأى قتالك فهو يرى قتلك. فإن كنت خرجت طائعة فارجعى إلى بيتك، وإن خرجت كارهة فاستعيني بالناس.» وخرج رئيس كل طائفة، فتكلّم فقال بعضهم:

- «أمّا أنت يا زبير، فحوارىّ رسول الله- صلى الله عليه-، وأمّا أنت يا طلحة فوقيت رسول الله بيدك، وأرى أمّكما معكما، فهل جئتما بنسائكما؟» قالا: «لا.» قال: «فما أنا منكما.»


[١] . في مط والطبري (٦: ٣١١٨) والكامل (٣: ٢٠٦) : «في ميسرته» ، (بدون «زهو» ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>