للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأراد المغيرة أن يطأطئ من زياد، فقال:

- «ما زياد هناك، يا أمير المؤمنين.» قال: «بئس الوطاء [١] العجز، داهية العرب معه الأموال، متحصّن بقلاع [٤٥] فارس، يدبّر، ويربّض الخيل [٢] . ما يؤمنني أن يبايع لرجل من أهل هذا البيت، فإذا هو قد أعاد الحرب جذعة [٣] فقال المغيرة: «أتأذن لى، يا أمير المؤمنين، فى إتيانه؟» قال: «نعم، وتلطّف!» كان المغيرة يحفظ يدا لزياد عنده، فأتى المغيرة زيادا. فقال زياد لمّا رءاه:

- «أفلح الزائر.» فقال المغيرة:

- «إليك ينتهى الخبر، أنا المغيرة، إنّ معاوية استخفّه الوجل، حتّى بعثني إليك، ولم يكن يعلم أحدا يمدّ يده إلى هذا الأمر، غير [٤] الحسن، وقد بايع معاوية، فخذ لنفسك قبل التوطين، فيستغنى معاوية عنك.» قال: «أشر علىّ، وارم الغرض الأقصى، ودع عنك الفضول، فإنّ المستشار مؤتمن.» فقال المغيرة:

- «فى محض الرأى بشاعة [٥] ، ولا خير فى التمذيق [٦] ، أرى أن يصل حبلك


[١] . فى مط والطبري: الوطأ.
[٢] . كذا فى مط: ويريض الخيل. وفى الطبري: يربص الحيل.
[٣] . فى مط والطبري (٧: ٢٣) : قد أعاد: «الحرب خدعة» . وقوله: «قد أعاد الحرب جذعة» أى: جديدة.
وذلك من قولهم: «أعدت الأمر جذعا» ، أى: جديدا كما بدأ.
[٤] . فى مط: «إلّا عين الحسن» ، وفى هامش مط: «عن الحسن» بدل «الأمر غير الحسن» .
[٥] . فى مط: شناعة.
[٦] . كذا فى الأصل ومط: فى التمذيق. وفى الطبري (٧: ٢٤) : المذيق. وفى حاشيته: المتديق. التمذيق:

<<  <  ج: ص:  >  >>