للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا برذعة الحمار، والله، لولا أنّ أمير المؤمنين عهد إلىّ- إن حدث بى حدث- أن أستخلفك لما ولّيتك، ولكن انظر وصيّتى، وإيّاك والمخالفة! خذ عنّى أربعا: أسرع السير، وعجّل الوقائع، وعمّ الأخبار، ولا تمكّن قريشا من أذنك.» [١] ومات. [١٢٣] وخرج الحصين بن نمير إلى مكّة، وقد بايع أهل مكّة ابن الزبير، وقدم عليه نجدة بن عامر مع الخوارج يمنعون البيت، فحاصرهم الحصين، وأخرج ابن الزبير إليهم أخاه المنذر بن الزبير. فلما اشتدّ القتال، دعوه إلى المبارزة، فخرج وقتل، وقتل معه عدّة من وجوه أصحاب ابن الزبير، ولم يزل القتال دائما بينهم طول صفر. ولمّا مضت ثلاثة أيّام من شهر ربيع الأوّل، نصبوا المجانيق على البيت، ورموه بالحجارة والنار، وأخذوا يرتجزون ويقولون:

خطّارة [٢] مثل الفنيق [٣] المزبد [٤] ... نرمي بها أعواد هذا [٥] المسجد

واحترقت الكعبة، وتصدّع منها ثلاثة أمكنة، واحترق ما كان فيها من خشب، وما عليها من كسوة.

وقد قيل: إنما احترقت، لأنّ أصحاب ابن الزبير كانوا يوقدون حولها، فطارت إليها شرره ليلة ريح، فاحترقت.


[١] . فى الطبري (٧: ٤٢٥) : ولا ترع سمعك قريشا.
[٢] . الخطارة: المقلاع. المنجنيق.
[٣] . الفنيق من الإبل: الفحل.
[٤] . المزبد: كذا فى الأصل والطبري (٧: ٤٢٦) ، وفى مط: المريد.
[٥] . فى مط: أعلى المسجد، بدل: هذا المسجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>