- «وما هو؟» قال: «نفتح لكم مدينتنا، فتدخلونها، فيكون أمرنا واحدا، وأيديكم مع أيدينا.» فقالوا:
- «لا نفعل ذلك.» قال زفر:
- «فتنزلون على باب مدينتنا، ونخرج، ونعسكر إلى جانبكم، فإذا جاءنا هذا العدّو قاتلناه جميعا.» فقال سليمان لزفر:
- «قد أرادنا أهل مدينتنا على مثل ما ذكرت، ثمّ كتبوا إلينا به بعد ما فصلنا، فلم نفعل.»[١٥٧] قال زفر:
- «فلو ضممتم رأينا إلى رأيهم، وأقمتم معنا، وكاتبتم أهل مصركم، فبادروا إليكم بما عرضوا عليكم لرجونا أن يصل إلينا عدوّنا ونحن مجتمعون بحدّ واحد، وشوكة واحدة، فكانت الدبرة عليهم.» فقالوا:
- «فإنّا لا نفعل.» فقال زفر:
- «فانظروا الآن ما أشير به عليكم، فاقبلوه، وخذوا به، فإنّى عدوّ القوم، وأحبّ أن يجعل الله الدائرة على القوم، وأنا لكم وادّ، أحبّ أن يحوطكم الله بالعافية. إنّ القوم قد فصلوا من الرقّة، فبادروهم إلى عين الوردة، فاجعلوا المدينة فى ظهوركم ويكون الرستاق والماء والمادة فى أيديكم، وما بين مدينتنا وبينكم فأنتم له آمنون. والله، لو أنّ خيولي كرجالى، لأمددتكم، اطووا المنازل الساعة