يقدر أن يبلى ما أبلى، إلى أن قتل، وأخذ الراية عبد الله بن سعد.
قال:
فبينا نحن نقاتل معه إذ جاء فرسان ثلاثة أنفذهم أهل المدائن على خيول مقلّمة تطوى المنازل يبشّروننا بخروج أصحابنا من المدائن وخروج المثنى بن محربة فى أهل البصرة، والجميع نحو من خمسمائة فارس.
فقال عبد الله بن سعد لمّا قالوا له: أبشر بمجيء إخوانكم:
- «ذلك لو جاءونا ونحن أحياء.» قال:
فنظروا إلى ما أساء أعينهم، ولم يلبثوا أن قتل عبد الله بن سعد، ونادينا عبد الله بن [١٦٣] وال، وكان قد استلحم فى عصابة معه إلى جانبنا، فحمل عليهم رفاعة بن شدّاد، فكشفهم عنه، ثمّ أقبل إلى رايته، فأخذها، ونادى الناس:
- «يا عباد الله، من أراد الحياة التي لا وفاة لها، والراحة التي لا نصب بعدها، والسرور الذي لا حزن فيه، فإلىّ.» ثمّ قاتلناهم، وكشفناهم. ثمّ انعطفوا علينا، وكثرونا من كلّ جانب حتّى ردّونا إلى مكاننا الذي كنّا به. (قال: وكنّا بمكان لا يقدرون أن يأتوا فيه، إلّا من وجه واحد) وحملت علينا خيل عظيمة فيها أدهم بن محرز عند المساء، فقتل عبد الله بن وال، فنادينا رفاعة، وقلنا: