الحارث أخو الأشتر، عقد له على آذربيجان، وبعث سعد بن حذيفة بن اليمان على حلوان، وكان معه ألفا فارس ورزقه ألف درهم فى كلّ شهر، وأمره بقتال الأكراد وإقامة الطرق، وكتب إلى عمّاله على الجبال أن يحملوا أموال كورهم إلى سعد بن حذيفة بن اليمان بحلوان، وبعث عبد الرحمن بن سعيد بن قيس إلى الموصل وبها محمد بن الأشعث بن قيس من قبل الزبير، فتنحى له عن الموصل، ثمّ شخص إلى المختار مع أشراف قومه وغيرهم، فبايع له ودخل فى ما دخل فيه أهل بلده.
ثمّ وثب المختار بمن كان معه بالكوفة من قتلة الحسين، عليه السلام [٢٠٧] والمتابعين على قتله، فقتل من قدر عليه وهرب بعضهم فلم يقدر عليه.
وكان سبب ذلك أنّ مروان بن الحكم لما استوسقت له الشام بالطاعة، بعث عبيد الله بن زياد إلى العراق، وجعل له ما غلب عليه، وأمره أن ينهب الكوفة إذا ظفر بأهلها ثلاثا.
وقد كنّا ذكرنا من أمر التوّابين وابن زياد ما كان بعين الوردة، ثمّ بعد ذلك مرّ بأرض الجزيرة وبها قيس عيلان [١] على طاعة ابن الزبير، فلم يزل عبيد الله مشتغلا بهم عن العراق نحوا من سنة، ثمّ أقبل إلى الموصل، وكتب عبد الرحمن بن سعيد بن قيس عامل المختار على الموصل إلى المختار:
- «أما بعد، فإنّى أخبرك أيها الأمير، أنّ عبيد الله بن زياد قد دخل أرض الموصل، ووجّه قبلي خيله ورجاله، وأنّى قد انحزت إلى تكريت حتّى يأتينى رأيك وأمرك، والسلام.» فكتب إليه:
- «قد أصبت، فلا تبرحنّ مكانك حتّى يأتيك أمرى.»
[١] . كذا فى الأصل والطبري (٨: ٦٤٣) : قيس عيلان، بالعين المهملة. وفى مط: قيس غيلان، بالعين المعجمة.