أصحابه قد صبروا وهو يقاتل القوم، فدفع إليه ثلاثمائة من أصحابه، ثمّ مضى حتّى نزل جبّانة السبيع، وأخذ فى السكك حتّى انتهى إلى مسجد عبد القيس، فوقف عنده، وقال لأصحابه:
- «ما ترون؟» وهم مائة خيار. قالوا:
- «أمرنا لأمرك تبع.» فقال:
- «والله إنّى لأحبّ أن يظهر المختار، وو الله إنّى لكاره أن يهلك أشراف قومي وعشيرتي اليوم، وو الله لأن أموت أحبّ إلىّ من أن آتيهم من ورائهم فيهلكون على يدي.» ثمّ وقف، وبعث المختار مالك بن عمرو النهدي- وكان من أشدّ [٢١٩] الناس بأسا- فى مائتي رجل، وبعث عبد الرحمن بن شريك فى مائتي فارس إلى أحمر بن شميط، وثبت هؤلاء مكانه، فانتهوا إليه وقد علاه القوم وكثروا عليه، فاقتتلوا عند ذلك كأشدّ القتال.
ومضى الأشتر حتّى لقى شبث بن ربعي وخلقا من مضر كانوا معه، فقال لهم إبراهيم:
- «ويحكم انصرفوا، فو الله ما أحبّ أن يصاب أحد من مضر على يدي، فلا تهلكوا أنفسكم.» فأبوا، فقاتلوه، فهزمهم، وجاءت البشرى إلى المختار من قبل إبراهيم بهزيمة مضر، فبعث المختار بالبشرى إلى أحمر بن شميط وإلى ابن كامل والناس على أحوالهم كلّ سكّة منهم قد أغنت [١] ما يليها، واجتمعت شبام وقد رأّسوا عليهم أبا القلوص، وقد أجمعوا أن يأتوا أهل اليمن من ورائهم، فقال بعضهم لبعض: