للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكسرا] فرماكم بى. فإنّكم طال ما أوضعتم فى الفتن وسننتم سنن الغىّ. والله لألحونّكم لحو العود، ولأعصبنّكم عصب السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل. إنّى والله لا أعد إلّا وفيت، ولا أخلق إلّا فريت، فإيّاى وهذه الجماعات وقيلا وقالا وما يقول وفيم أنتم وذاك، والله لتستقيمنّ على سبل الحقّ، أو لأدعنّ لكلّ رجل منكم شغلا فى جسده. من وجدناه بعد ثالثة من بعث المهلّب سفكت دمه وأنهبت ماله.» ثمّ دخل منزله ولم يزد على ذلك.

ويقال: إنّه لمّا طال سكوته تناول محمد بن عمير حصى ليحصبه بها، وقال:

- «قاتله الله، ما أعياه وآدمه [١] فلما تكلّم الحجّاج جعل الحصى ينتشر من يده ولا يعقل به.

ثمّ دعا الحجّاج بالعرفاء، وقال:

- «الحقوا بالمهلّب وائتوني بالبراءات بموافاتهم، ولا تغلقنّ أبواب الجسر ليلا ونهارا، فقد بلغني رفضكم للمهلّب وإقبالكم إلى [٣١٥] مصركم عصاة مخالفين.

وإنّى لأقسم لكم بالله ما أجد أحدا بعد ثلاثة إلّا ضربت عنقه.» [٢] فلما كان اليوم الثالث سمع تكبيرا فى السوق، فخرج حتّى جلس على المنبر، فقال:

- «يا أهل العراق وأهل الشقاق ومساوئ الأخلاق، إنّى سمعت تكبيرا لا يراد به الله فى الترغيب، ولكنّه تكبير يراد به الترهيب. وقد عرفت أنها عجاجة تحتها قصف. يا بنى اللكيعة وعبيد العصا [٣] وأبناء الأيامى، إن لا تربع رجل على ظلعه ولا يحسن حقن دمه ويبصر موضع قدمه، فأقسم باللَّه لأوشك أن أوقع بكم وقعة


[١] . آدمه: كذا فى الأصل، وهي ساقطة من مط. الأدمة: السمرة. وفى الطبري: أدّمه.
[٢] . تجد الخطبة وتفسير ألفاظها عند الطبري ٨: ٨٦٤.
[٣] . العصا: كذا فى الأصل والطبري (٨: ٨٦٨) . وفى مط: الحصى!

<<  <  ج: ص:  >  >>