للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «إنّ قتلنا هذا الرجل وهزيمتنا هذا الجند قد أرعبت هذه الأمراء، فاقصدوا بنا قصدهم، فو الله لئن نحن قتلناهم، ما دون قتل الحجّاج وأخذ الكوفة شيء.» فقالوا:

- «نحن طوع أمرك، فرأيك.» قال: فانقضّ [١] بهم جوادا حتّى أتى نجران الكوفة بناحية عين التمر، ثمّ استخبر عن القوم فعرّف اجتماعهم بروذآباد فى أسفل الفرات على رأس أربعة وعشرين فرسخا من الكوفة، وبلغ الحجّاج مسير شبيب إليهم، فبعث إليهم يقول لهم:

- «إن جمعكم قتال، فأميركم زايدة بن قدامة.» قال عبد الرحمن: فانتهى إلينا شبيب وفينا سبعة أمراء، على جماعتهم زايدة بن قدامة، وقد عبّى [٣٥١] كلّ أمير أصحابه على حدة وهو واقف فى أصحابه.

فأشرف على الناس شبيب وهو على فرس له كميت أغرّ، فنظر إلى تعبئتهم، ثمّ رجع إلى أصحابه، فأقبل فى ثلاث كتائب يوجفون، حتّى إذا دنا من الناس مضت كتيبة فيها سويد بن سليم، فيقف فى ميمنتنا، وفيها زياد بن عمرو العتكىّ، ومضت كتيبة فيها مصاد أخو شبيب، فوقفت بإزاء ميسرتنا، وفيها بشر بن غالب الأسدى، وجاء شبيب فى كتيبة حتّى وقف مقابل القلب.

قال: فخرج زايدة بن قدامة يسير فى الناس بين الميمنة والميسرة يحرّض الناس ويقول:

- «عباد الله، إنكم الطيّبون الكثيرون، وقد نزل بكم الخبيثون القليلون. اصبروا، جعلت لكم الفداء لكرّتين أو ثلاث، ثمّ هو النصر، ليس دونه شيء إلّا ترونهم.

والله ما يكونون مائتي رجل، إنما هم أكلة رأس، وهم السرّاق المرّاق، إنّما


[١] . فانفضّ بهم جوادا: كذا فى الأصل والطبري، وما فى مط: فانقض بهم جادا! وفى بعض الأصول: فما نفضوا لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>