للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفنات [١] أقبيتهم كما تصنع العجم إذا استماتوا، ودسّ إلى طرخون زرعة بن علقمة، فقال:

- «إنّ القوم مستقبلون، فما حاجتك إلى أن تقتل من لا تصل إليه حتّى يقتل من أصحابك عدّتهم، ولو قتلته وإيّاهم جميعا [٤٥١] ما نلت حظّا، لأنّ له قدرا فى العرب، فلا يلي أحد خراسان إلّا طالبك بدمه، فإن سلمت من واحد لا تسلم من آخر.» قال:

- «ليس إلى ترك كسّ عليه سبيل.» قال:

- «فكفّ عنه حتّى يرتحل.» فكفّ عنه. وأتى موسى الترمذ وبها حصن يشرف على النهر. فنزل موسى على بعض الدهاقين خارجا من الحصن، والدهقان مجانب لترمذ شاه. فقال لموسى:

- «إنّ صاحب الترمذ متكرّم شديد الحياء، فإن ألطفته وهاديته أدخلك حصنه.» فأهدى له وألطفه موسى حتّى لطف الذي بينهما. وخرج فتصيّد معه وكثر ألطاف موسى له. فصنع يوما صاحب الترمذ طعاما، وأرسل إليه:

- «إنّى أحبّ أن أكرمك، فتغدّ عندي، وائتني فى مائة من أصحابك.» فانتخب موسى مائة من أصحابه، فدخلوا على خيولهم، فقيل لهم:

- «انزلوا.» فنزلوا، وأدخلوا بيتا خمسين فى خمسين، وغدّوهم. فلمّا فرغوا من الغداء


[١] . صفنات أقبيتهم: كذا فى الأصل ومط. وفى الطبري (٨: ١١٤٧) : صفنات أخبيتهم. الصّفنة والصّفن:
السّفرة تجمع بالخيط كالعيبة يكون فيها متاع الرجل وأداته. خريطة للراعي يكون فيها زاده وزناده وما يحتاج إليه كالسفرة من أدم لأهل البادية يجعلون فيها زادهم، وربما استقوا بها الماء كالدلو. والأخبية:
جمع مفرده الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسّكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>