للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ طلع ملك الصين وعليه التاج وهو راكب. فلما تراءى [١] الصفّان، ورأى الإسكندر ملك الصين، قدّر أنه حضر للحرب.

فصاح به: «أغدرت؟» فترجّل، وقال: «لا، والله.» قال: «فادن منى.» فدنا وقال: «ما هذا الجيش الكثير؟» قال: «إنى أردت أن أريك أنّى لا أطيعك من قلّة وضعف، ولكنّى رأيت العالم العلوي مقبلا عليك، ممكّنا لك ممن هو أقوى منك وأكثر عددا، ومن حارب العالم العلوي غلب، فأردت طاعته بطاعتك، والتذلل له [٧٦] بالتذلل لك.» فقال له الإسكندر: «ليس مثلك من يسام الذلّ، ولا من يؤدّى الجزية، فما رأيت بيني وبينك من الملوك، من يستحق التفضيل والوصف بالعقل، غيرك، وقد أعفيتك من جميع ما أردته منك، وأنا منصرف عنك» .

فقال ملك الصين: «فلست تخسر.» ثم انصرف عنه الإسكندر، فبعث إليه ملك الصين بضعف ما قرّره معه.

وبنى الإسكندر اثنتي عشرة مدينة، وسمّاها كلّها «الاسكندرية» ، منها: مدينة «جىّ [٢] » بإصبهان، وثلاث مدن أخرى بخراسان، وهي: هراة، ومرو، وسمرقند.

وبنى بأرض بابل مدينة لروشنك، وبنى بأرض يونان سبع مدن [٣] .


[١] . مط: رأى!
[٢] . جىّ: بالفهلوية) Gay:حب) وكانت تسمى شهرستانة (لج: ٢١٩) .
[٣] . وليس لهذا الحديث أصل، لأنه كان مخرّبا ولم يكن بناء (حمزة: ٢٩) . الروايات الخاصة بالإسكندر تجدها عند الطبري ٢: ٦٩٢- ٧٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>