للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنفسي ما أحبّ من يزيد بن عبد الملك.» فلم يجبه إلى ذلك.

وكان خرج إلى يزيد بن عبد الملك حميد بن عبد الملك بن المهلّب يصلح [٥٥٦] أمر عمّه يزيد. فبعث معه يزيد بن عبد الملك خالد بن عبد الله القسرىّ [١] وعمر بن يزيد الحكمي بأمان يزيد بن المهلّب وأهل بيته. وأخذ يزيد بن المهلّب، قبل أن يوافيه حميد، يعطى كلّ من أتاه العطايا العظيمة ويقطع لهم قطع الذهب والفضّة. فمال الناس إليه، ولحق به عمران بن مسمع ساخطا على عدىّ. وذلك أنّه نزع منه راية بكر بن وائل وأعطاها ابن عمّه. ومالت إلى يزيد ربيعة كلّها وبقيّة تميم وقيس، وناس بعد ناس فيهم عبد الملك ومالك ابنا مسمع وناس من أهل الشام.

وكان عدىّ لا يعطى إلّا درهمين درهمين ويقول:

- «لا يحلّ لى أن أعطيكم من بيت المال درهما إلّا بأمر يزيد بن عبد الملك، ولكن تبلّغوا بهذا حتّى يأتى الأمر فى ذلك.» وله يقول الفرزدق:

أظنّ رجال [٢] الدرهمين يقودهم [٣] ... إلى الموت آجال لهم ومصارع

فأحزمهم من كان فى قعر بيته ... وأيقن أنّ الأمر لا بدّ واقع

وخرجت بنو عمرو بن تميم من أصحاب عدىّ، فنزلوا المربد. فبعث إليهم يزيد بن المهلّب [٥٥٧] مولى له يقال له دارس. فحمل عليهم فهزمتهم. فقال الفرزدق:


[١] . القسري: كذا فى الأصل وهو صحيح. وما فى مط: القرى. وهو خطأ.
[٢] . رجال الدرهمين: كذا فى الأصل وهو الصحيح. وما فى مط: الرجال الدرهمين. وهو خطأ.
[٣] . يقودهم: كذا فى الأصل ومط. وما فى الطبري (٩: ١٣٨٣) : يسوقهم. وكلاهما صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>