للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل فطمتم عن الخيانة والنّك ... ث، أم أنتم كالحاكم [١] المستديم

وقال الفرزدق:

أخالد، لولا الله لم تعط طاعة ... ولولا بنو مروان لم توثقوا نصرا [٣٤]

إذا للقيتم دون شدّ وثاقه ... بنى الحرب لا كشف اللقاء ولا غمرا

وكان قدم خراسان أبو محمّد مولى همدان، داعيا بعثه محمّد بن علىّ بن عبد الله بن عبّاس وقال له:

- «أدع النّاس إلينا، وانزل فى اليمن، والطف بمضر [٢] ونهاه عن رجل يقال له غالب من أبرشهر، لأنّه كان مفرطا فى حبّ بنى فاطمة. فلمّا قدم زياد أبو محمّد، ودعا إلى بنى العبّاس، وذكر سيرة بنى مروان وظلمهم، وجعل يطعم النّاس الطّعام، توافى إليه خلق، فقدم عليه غالب من أبرشهر، فكانت بينهم منازعة، غالب يفضّل آل أبى طالب، وزياد يفضّل بنى العبّاس. فأخبر بخبرهم أسد بن عبد الله، فدعا بزياد، وكان معه رجل يكنّى أبا موسى. فلمّا نظر إليه أسد قال له:

- «أعرفك، رأيتك فى حانوت بدمشق.» قال:

- «نعم.» قال أسد لزياد:

- «فما هذا الّذى بلغني عنك.» قال:

- «رفع إليك الباطل. إنّما قدمت خراسان فى تجارة لى وقد فرّقت مالي


[١] . كالحاكم: كذا فى الأصل وآ. فى مط: الحاكم وما فى الطبري (٩: ١٥٠٠) : الحاكر.
[٢] . والطف بمضر: فى الأصل ومط وآ: مضر (بدون باء) . فأضفنا الباء كافى الطبري (٩: ١٥٠١) ، وكما هو الصحيح، لأنّ الصحيح لغة: لطف به وله (بالباء أو اللام) .

<<  <  ج: ص:  >  >>