للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعث إلى أصحاب الأثقال الّذين كان قد سرّحهم أمامه أن:

- «انزلوا وخندقوا مكانكم فى بطن الوادي.» وأقبل خاقان، [٩٢] فظنّ المسلمون أنّه لا يقطع النّهر إليهم. فلمّا نظر خاقان إلى النّهر أمر الإسكند [١] ، وهو يومئذ اصبهبذ، أن يسير فى الصّفّ. وسأل الفرسان وأهل البصر بالحرب:

- «هل يطاق قطع النّهر والحملة على أسد؟» وكلّهم يقول:

- «لا يطاق.» حتّى انتهى إلى استجن [٢] فقال:

- «بلى يطاق، لأنّنا خمسون ألف فارس، فإذا نحن اقتحمنا دفعة واحدة ردّ بعضنا عن بعض الماء، فذهبت جريته.» قال: فضربوا بكوساتهم. فظنّ أسد ومن معه أنّه منهم وعيد، فأقحموا دوابّهم، فجعلت تنخر أشدّ النّخير. فلمّا رأى المسلمون إقحام التّرك ولّوا إلى العسكر، وعبرت التّرك، فسطع رهج شديد لا يبصر الرّجل دابّته ولا يعرف بعضهم بعضا، ودخل المسلمون عسكرهم وحوى التّرك ما كان خارجا، وخرج الغلمان بالبراذع والعمد، فضربوا وجوه التّرك، فأدبروا. وبات أسد وعبّأ من الليل تخوّفا من غدوّ [٣] خاخان. فلمّا أصبح لم ير شيئا، ودعا وجوه النّاس واستشارهم.


[١] . الاسكند: كذا فى الأصل: الاسكند. فى الطبري (٩: ١٥٩٧) الاشكند. فى مط وآ:
الإسكندر.
[٢] . استجن. كذا فى الأصل: استجن. فى مط: سحر. فى الطبري: اشتيخن.
[٣] . من غدوّ: كذا فى الأصل وآ: من غدّو. فى مط: من غدر. فى الطبري (٩: ١٥٩٨) :
من غدر خاقان ومن غدوّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>