للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لأهل القرية:

- «انصرفوا أنتم.» وأمر بأولئك، فقتلوا.

وبلغ هزيمة القوم خالدا، فأنفذ إليهم جيشا مع قائد من بنى شيبان، فلقيهم بين الموصل والكوفة، فشدّ عليه البهلول، فقال:

- «نشدتك الله والرّحم، فإنّى جانح [١] مستجير.» فكفّ عنه وانهزم أصحابه. فأتى خالدا وهو بالحيرة، فلم يرعه إلّا الفلّ قد هجم عليه، وارتحل البهلول يريد الموصل، فكتب عامل الموصل إلى هشام أنّ خارجة خرجت وأنّه يخافهم ويسأله جندا يقاتلهم به.

فكتب إليه هشام:

- «وجّه إليه كثارة بن بشر.» وكان هشام لا يعرف البهلول إلّا بلقبه. فكتب إليه العامل:

- «إن الخارج هو كثارة!» وكان البهلول قال لأصحابه:

- «ما نصنع بابن النّصرانية؟ يعنى خالدا وإنّما خرجت لله، فلم لا نطلب الرّأس الّذى يسلّط خالدا وأشباهه؟» فتوجّه إلى الشّام يريد هشاما، فخاف عمّال هشام موجدته، إن تركوه يجوز بلادهم إليه. فجنّد له خالد جندا من العراق، وجنّد له عامل الجزيرة جندا من الجزيرة، ووجّه إليه هشام جندا من الشّام. فاجتمعوا بدير بين الجزيرة والموصل، وأقبل بهلول [١١١] حتّى انتهى إليهم، فنزل على باب [٢] الدير، فقالوا له:


[١] . جانح: كذا فى الأصل ومط والطبري (٩: ١٦٢٥) . فى آ: جامح.
[٢] . باب الدير. كذا فى الأصل ومط. والطبري (٩: ١٦٢٦) . فى آ: أهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>