- «ايتنى بكتاب سالم.» وكان سالم على الدّيوان، فأتيته به، فأدرج فيه الكتاب الصّغير، ثمّ قال:
- «اختمه.» ففعلت. ثمّ دعا برسول يوسف، فقال:
- «إنّ صاحبك لمتعدّ طوره، ويسأل فوق قدره.»[١٢١] ثمّ قال لى:
- «مزّق ثيابه.» ثمّ أمر بضربه. فضربه أسواطا، وقال:
- «أخرجه عنّى، وادفع إليه كتابه.» فدفعت إليه الكتاب وقلت له:
- «ويلك، النّجا.» فارتاب بشير بن أبى ثلجة [١] بذلك وكان خليفة سالم وقال:
- «هذه حيلة والله.» وقد ولى يوسف العراق. فكتب إلى عياض، وهو صاحب طارق بن أبى زناد، وطارق هذا خليفة خالد على الخراج. وكان كتابه إلى عياض:
- «إنّ أهلك قد بعثوا إليك بالثّوب اليماني، فإذا أتاك فالبسه، واحمد الله، وأعلم ذلك طارقا.» فبعث عياض إلى طارق بالكتاب، وندم بشير على كتابه، فكتب إلى عياض:
- «إن أهلك قد بدا لهم فى إمساك الثّوب، فلا تتّكل عليه.» فجاء عياض بالكتاب الآخر إلى طارق. فقال طارق:
[١] . ثلجة: ما فى الأصل مهمل فى الحرف الأول. ما فى مط مهمل فى الأول أيضا. وما فى آ. يشبه أن يكون: ملحة.