للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلي إلى الغرر، وخلّفت في الثقة.

وهذا الباب من الأبواب التي تكسر سكور [١] الفساد، ويهاج بها قربات [٢] البلاء، ويغنى البصير اللطيف ما ينتهك من الأمور في ذلك [٣] . فإنّا قد رأينا الملك الرشيد السعيد المنصور المكفىّ المظفر [١٠١] الحازم في الفرصة، البصير بالعورة، اللطيف [للشبهة] [٤] المبسوط له في العلم والعمر، يجتهد فلا يعدو [٥] صلاح ملكه حياته [٦] ، إلّا أن يتشبّه به متشبّه. ورأينا الملك القصير عمره، القريبة مدّته، إذا كان سعيه بإرسال اللسان بما قال، واليد بما عملت، بغير تدبير [٧] يدرك، أفسد جميع ما قدّم له من الصلاح قبله، ويخلّف المملكة خرابا على من بعده [٨] .

- «وقد علمت أنكم ستبلون [٩] مع الملك بالأزواج والأولاد والقرناء والوزراء والأخدان والأنصار والأصحاب والأعوان والمتنصّحين والمتقربين والمضحكين والمزيّنين [١٠] : كلّ هؤلاء- إلّا قليلا- أن يأخذ لنفسه أحبّ إليه من أن يعطى منها، وإنّما عمله لسوق يومه وحياة غده. فنصيحته الملوك [١١] فضل نصيحته لنفسه، وغاية الصلاح عنده صلاح نفسه، وغاية الفساد عنده فسادها.


[١] . جمع مفرده السكر: ما يسدّ به النهر ونحوه.
[٢] . ر: دواهم، بدل: «قربات» .
[٣] . غ: بدل «تكسر ... في ذلك» : يكثر بها فنون البلاء، وتعيى البصر عن لطيف ما يتهتك من الأمور في ذلك» .
[٤] . زيادة من غ.
[٥] . في الأصل: يعدو.
[٦] . حياته: مهملة في الأصل والتصحيح من مط.
[٧] . غ: صواب تدبير.
[٨] . غ: بدل «أفسد ... من بعده» : أفسد واستفسد جميع ما قدّم له من قبله، وخلّف المملكة خرابا من بعده.
[٩] . غ: ستبتلون.
[١٠] . المزيّن: الحلّاق. غ: المتزيّنين.
[١١] . غ: لملوك.

<<  <  ج: ص:  >  >>