للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجعل نفسه هي العامّة، والعامّة [١] هي الخاصّة: فإن [٢] خصّ بنعمة دون الناس فهي عنده نعمة عامّة، وإذا عمّ [١٠٢] الناس بالنصر على العدوّ، والعدل في البيضة، والأمن على الحريم، والحفظ للأطراف، والرأفة من الملك، والاستقامة من الملك، ولم يخصص من ذلك بما يرضيه، سمّى تلك النعمة نعمة خاصّة. ثم أكثر شكيّة [٣] الدهر، ومذمّة الأمور. يقيم للسلطان سوق المودّة ما أقام له سوق الأرباح، ولا يعلم ذلك الوزير والقرين أنّ في التماس الربح على السلطان فساد جميع الأمور [٤] ، وقد قال الأوّلون منّا: رشاد الوالي خير للرعيّة من خصب الزمان [٥] .

- «واعلموا أنّ الملك والدين أخوان توأمان. لا قوام لأحدهما إلّا بصاحبه، لأنّ الدين أسّ الملك وعماده، [٦] وصار الملك بعد حارس الدين، فلا بدّ للملك من أسّه، ولا بدّ للدين من حارسه، فإنّ [٧] ما لا حارس له ضائع، وإنّ ما [٨] لا أسّ له مهدوم. وإنّ رأس ما أخاف عليكم مبادرة السفلة إيّاكم إلى دراسة الدين [وتلاوته والتفقّه فيه، فتحملكم الثقة بقوّة السلطان] [٩] على التهاون بهم [١٠] ، فتحدث في الدين رئاسات مستسرّات في من قد وترتم [١١] وجفوتم [١٠٣]


[١] . غ: ويجعل العامة.
[٢] . غ: فإذا.
[٣] . غ: شكاية.
[٤] . غ: بدل «ولا يعلم ذلك الوزير ... فساد جميع الأمور» : «ولا يعلم ذلك الوزير أنّ الوضيعة عنده في التماس الربح على السلطان» .
[٥] . في رسائل البلغاء: رشاد الملك. في كامل المبرّد: عدل السلطان.
[٦] . غ: بدون «عماده» .
[٧] . غ: لأنّ.
[٨] . غ: بدون «إنّ» .
[٩] . ما بين [] زيادة من ر، غ.
[١٠] . مط: به.
[١١] . وتره: قتل حميمه وأدركه بمكروه.

<<  <  ج: ص:  >  >>