للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبعث نصر إلى عقيل بن معقل يأمره أن يأخذ الحريش فلا يفارقه حتّى يزهق نفسه أو يأتيه بيحيى بن زيد، فبعث إليه عقيل فسأله عنه فقال:

- «لا علم لى به.» فجلده ستمائة سوط. فقال له الحريش:

- «والله لو أنّه كان تحت قدمي ما رفعتها لك عنه.» فلمّا رأى ذلك قريش بن الحريش [١٧٣] أتى عقيلا فقال له:

- «لا تقتل أبى وأنا أدلّك عليه.» فأرسل معه فدلّه عليه وهو فى بيت جوف بيت فأخذه فأتى به نصر بن سيّار فحبسه وكتب إلى يوسف بن عمر يخبره بذلك فكتب بذلك يوسف إلى الوليد بن يزيد فكتب الوليد إلى نصر بن سيّار يأمره أن يؤمنه ويخلّى سبيله وسبيل أصحابه وكان معه نفر خرجوا معهم [١] من الكوفة فظفر بهم فدعاه نصر بن سيّار وأمره بتقوى الله وحذّره الفتنة وأمره أن يلحق بالوليد بن يزيد وأمر له بألفي درهم وبغلين فخرج هو وأصحابه إلى سرخس وأقام بها فكتب نصر إلى عامله بسرخس أن يشخصه منه وكتب إلى عامله بطوس:

- «انظر يحيى بن زيد إذا مرّ بك فلا تدعه يقيم بطوس.» وأمرهما إذا مرّ بهما أن لا يفارقاه حتّى يدفعاه إلى عمرو بن زرارة بأبرشهر ففعل به ذلك ووكّل به سرحان بن فرّوخ بن مجاهد بن بلعاء العنبري.

قال سرحان: فدخلت يوما عليه فذكر نصر بن سيّار وما أعطاه وإذا هو يستقلّه وذكر الوليد فأثنى عليه ثمّ اعتذر من مجيئه بأصحابه. وأنّه لم يأت بهم إلّا مخافة أن يسمّ أو يغمّ ثمّ عرض [١٧٤] بيوسف وذكر أنّه يتخوّفه وهمّ


[١] . معهم: كذا فى الأصل وفى آ: معه.

<<  <  ج: ص:  >  >>