للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «يا أمير المؤمنين إنّك تبسط لساني بالأنس بك وأكفّه بالهيبة لك وأنا أسمع ما لا تسمع وأخاف عليك ما أراك تأمن. أفأتكلّم ناصحا أم أسكت مطيعا؟» قال:

- «كلّ مقبول منك ولله فينا علم غيب نحن صائرون إليه، ولو علم بنو مروان أنّ ما يوقدون علىّ رضف [١] يلقونه فى أجوافهم ما فعلوا، ونعود فأسمع منك.» وبلغ مروان بن محمد بأرمينية أنّ يزيد يؤلّب الناس ويدعوا إلى خلع الوليد فكتب إلى سعيد بن عبد الملك يأمره أن ينهى الناس ويكفّهم وكان سعيد يتألّه، فقال:

- «إنّ الله جعل لكلّ أهل بيت أركانا يعتمدون عليها [١٨٠] ويتّقون بها المخاوف وأنت بحمد [٢] ربّك ركن من أركان أهل بيتك وقد بلغني أنّ قوما من سفهاء أهل بيتك قد أسّسوا [٣] أمرا إن تمّت لهم رؤيّتهم فيه على ما أجمعوا عليه من نقض بيعتهم، استفتحوا بابا لن يغلقه الله عنهم حتّى يسفك دماء كثير منهم، وأنا مشغول بأعظم الثغور فرجا، ولو جمعتني وإيّاهم لرممت فساد أمرهم بيدي ولساني، ولخفت الله فى ترك ذلك لعلمي بما فى عواقب الفرقة وأنّه لن ينتقل سلطان قوم إلّا بتشتت كلمتهم وأنّ كلمتهم إذا تشتّتت طمع فيهم عدوّهم وأنت أقرب إليهم منّى فاحتل لعلم ذلك بإظهار المتابعة لهم فإذا صرت إلى علم ذلك


[١] . علىّ رضف: كذا فى الأصل: رضف. فى الطبري (٩: ١٧٨٥) : على رضف.
[٢] . بحمد: كذا فى الأصل: بحمد. فى آ: محمد.
[٣] . أسّسوا: كذا فى الأصل: أسّسوا. ما فى الطبري (٩: ١٧٨٦) استنّوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>