على بعلبك فأخذه وأرسل من ليلته إلى محمد بن عبد الملك بن الحجّاج بن يوسف، فأخذه وقال:
- «استدعوا أصحابنا من النواحي.» وقال للبوّابين:
- «لا تفتحوا الباب غدوة إلّا لمن أخبركم بشعارنا.» فتركو الأبواب [١٨٣] بالسلاسل فلمّا أصبحوا جاء أهل المزّة وغيرهم فما انتصف النهار حتّى تتابع الناس وكان فى المسجد سلاح كثير قدم به سليمان بن هشام من الجزيرة فلم يكن الخزّان قد قبضوه فأصابوا سلاحا كثيرا عتيدا وتتابع الناس من كلّ ناحية وأرسل يزيد بن الوليد إلى عبد العزيز بن الحجّاج بن عبد الملك وأمره أن يقف بباب الجابية [١] وقال:
- «من كان له عطاء فليأت إلى عطاءه ومن لم يكن له عطاء فله ألف درهم معونة.» وقال لبنى الوليد بن عبد الملك وكان معه منهم ثلاثة عشر:
- «تفرقوا فى الناس يروكم، وحضّوهم.» ونادى مناديه:
- «من ينتدب إلى الفاسق وله ألف درهم؟» فانتدب ألف رجل. ثمّ نادى مناديه:
- «من ينتدب وله ألف وخمسمائة؟» فانتدب نحو من ألفين. فعقد لجماعة. وجعل عليهم جميعا عبد العزيز بن الحجّاج عبد الملك. فخرج عبد العزيز حتّى عسكر بالحيرة. وبلغ الخبر الوليد فأنفذ أبا محمّد ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية وأجازه وجهّزه ووجهه إلى
[١] . الجابية: كذا فى الأصل والطبري (٩: ١٧٩١) : الجابية. فى آ، ومط: الحابية (بالحاء المهملة) .