للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجشمي [١] وكان على دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجّاج بن يوسف فخاف الوباء وخرج واستخلف ابنه وكان على شرطته أبو العاج كثير بن عبد الله السّلمى، فأجمع يزيد على الظهور. وقيل للعامل: إنّ يزيد خارج. فلم يصدّق، وأرسل يزيد أصحابه بين المغرب والعشاء ليلة الجمعة سنة ستّ وعشرين ومائة، فكمنوا عند باب الفراديس حتّى سمعوا أذان العتمة، فدخلوا المسجد وصلّوا وللمسجد [١٨٢] حرس قد وكّلوا بإخراج الناس من المسجد باليل. فلما صلّى الناس صاح الحرس وتباطأ أصحاب يزيد وجعلوا يخرجون من باب ويدخلون من باب حتّى لم يبق إلّا الحرس وأصحاب يزيد.

فأخذوا الحرس ومضى ابن عنبسة إلى يزيد بن الوليد وقال:

- «قم يا أمير المؤمنين وأبشر بنصر الله تعالى وعونه.» فقام وقال:

- «اللهم إن كان هذا لك رضا فأعنّى عليه وإن كان غير رضا فاصرفه عنّى بموت.» وأقبل فى اثنى عشر رجلا فلمّا كانوا عند سوق الحمر لقوا أربعين رجلا من أصحابهم. فلمّا كانوا عند سوق القمح لقيهم زهاء مائتي رجل من أصحابهم فمضوا إلى المسجد ودخلوه فضربوا باب المقصورة وقال [٢] رسل الوليد: ففتح لهم خادم الباب فأخذوه ودخلوا فأخذوا أبا العاج وهو سكران وأخذوا خزّان بيت المال وصاحب البريد. وأرسل إلى كلّ من يحذره، فأخذوه [٣] . وتوجّه رسل يزيد من ليلته إلى محمد بن عبيد وهو


[١] . الجشمي: كذا فى الأصل: الجشمي. فى الطبري (٩: ١٧٨٩) : الخشني.
[٢] . وقال: كذا فى الأصل ومط. فى الطبري (٩: ١٧٩٠) ، وآ: وقالوا.
[٣] . آ: فأخذوا رسل يزيد من ليلته. والعبارة فى الطبري (٩: ١٧٩٠) : «وأرسل إلى كلّ من كان يحذره، فأخذ وأرسل يزيد.»

<<  <  ج: ص:  >  >>