للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- «أيّها الناس إنّى والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة فى الملك وما بى إطراء لنفسي. إنى لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربّى ولكنّى خرجت غضبا لله ورسوله ودينه، وداعيا إلى الله وكتابه وسنّة نبيّه لمّا هدمت معالم الهدى وأطفئ نور أهل التقوى وظهر الجبّار العنيد المستحلّ لكلّ حرمة والراكب كلّ بدعة مع أنّه والله ما كان يصدّق بالكتاب، ولا يؤمن بيوم الحساب وأنّه لابن عمّى فى النسب [١] وكفئى فى الحسب [٢] .

فلمّا رأيت ذلك استخرت الله فى أمره وسألته ألّا يكلني إلى نفسي ودعوت إلى ذلك من أجابنى من أهل ولايتي وسعيت فيه [١٩٧] حتّى أراح الله منه العباد والبلاد بحول الله وقوّته لا بحولي وقوّتى.

«أيّها الناس إنّ لكم علىّ ألّا أضع حجرا على حجر ولا لبنة على لبنة، ولا أكرى نهرا، ولا أكنز مالا ولا أعطيه زوجة ولا ولدا، ولا أنقل مالا من بلد حتّى أسدّ ثغر ذلك البلد، وخصاصة أهله بما يغنيهم [٣] فإن فضل فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ممّن هو أحوج إليه ولا أجمركم على ثغوركم فأفتنكم وأفتن عليكم أهليكم ولا أغلق بابى دونكم، فيأكل قوّيكم ضعيفكم، ولا أحمل على أهل جزيتكم ما يجليهم عن بلادهم ويقطع نسلهم، وإنّ لكم أعطياتكم عندي فى كل سنة وأرزاقكم فى كل شهر،


[١] . فى النسب. كذا فى الأصل ومط وآ: فى النسب. فى الطبري (٩: ١٨٣٤) : فى النسب.
[٢] . فى الطبري: فى النسب.
[٣] . يغنيهم: كذا فى الأصل ومط: يغنيهم (بالغين المعجمة) . وما فى آوالطبري (٩: ١٨٣٥) : يعنيهم (بالعين المهملة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>